هكذا عقدت الصفقة العصرية التاريخية التي ستكتب بماء الذهب، لتكون وثيقة مهمة من وثائق التاريخ المعاصر للعرب، وهكذا أسدل الستار على المسرحية الهذلية بفصولها التي أخرجت بكل وقاحة واستهتار، لتمرغ كرامة المواطن العربي وتذله من خلال الحكم المفبرك على قضية الممرضات البلغاريات والطبيب المبرغل أو المتبرغل، الذين تم الإعفاء عنهم بدراهم معدودة التي جلبت الموت لأطفالنا فلذة أكبادنا، وكأن شيئاً لم يحصل، وكأن هؤلاء الأطفال عبارة عن حيوانات تجارب، بل أجزم أنهم أقل قيمة من ذلك خلال العمل الإجرامي المشين الذي حصل لهم وقامت القيامة ولم تقعد بعد، وتدخلت كل المنظمات اللا إنسانية والاتحاد الأوروبي المتحضر والشخصيات اللا مرموقة في هذه القضية، التي سخرت لها كل الامكانات، وليمت أطفالنا، بل ولتمت أمتنا وشعوبنا بهذه الطريقة المذلة، وكأننا طلاب أموال ولا يكفينا ما بين أيدينا من أموال نشتري بها العالم لو شئنا. وهنا السؤال المهم: ماذا لو كانت هذه القضية حصلت في الغرب؟ هل سيقبل بالتعويضات، وهل سيعفوا عن مرتكبي تلك الجريمة؟ خصوصاً إذا كانوا من العرب أو المسلمين؟ فالجواب واضح وبيّن لمن كان له قلب أو ضمير حي وبقية كرامة. خالد الحاجي - الرياض