عاماً بعد عام، تتزين عسير وعروسها الحسناء"أبها"أكثر، لاستقبال السياح. ففي السابق كان زوارها مقتصرين على شريحة معينة تقضي إجازاتها في تلك الربوع الغناء. لكن مع مرور الأيام، أصبحت شوارعها لا تتسع لمحبيها، باختلاف واضح عن السابق، فهذا قطع ما يزيد على 2000 كيلومتر آتياً من الكويت، وذاك اجتاز البحر من مصر، وآخرون أتوا من بلدان أخرى. جميعهم جاؤوا من أجل الاستمتاع بأجواء عروس عسير الجميلة ووصيفاتها. الإقبال المهول على أبها، الذي تشير التوقعات إلى أن عدد المصطافين سيتجاوز مليوناً ونصف المليون مصطاف، جعل كثيراً من القطاعات والمؤسسات الحكومية تتكاتف، وتوحد الجهود من أجل تقديم الفائدة والمتعة للسياح. وجاء برنامج ملتقى أبها 1428ه، الذي يحمل عنوان ارفع رأسك أنت سعودي ملبياً لتطلعات الزوار، لاحتوائه على مئات المناشط والفعاليات الدينية والثقافية والاجتماعية والرياضية والفنية، تنفذ في أماكن عدة من أبرزها مركز الملك فهد الثقافي في أبها والمتنزهات والحدائق والساحة الشعبية والنادي الأدبي وساحة البحار وقرية المفتاحة. من جهتها، سارعت المراكز التجارية والفنادق في مدينة أبها إلى الإعلان وللمرة الأولى عن برامجها التي تستهدف المتسوقين من العائلات، ومن ضمنها معارض للمصورين العرب وسحوبات وقسائم مشتريات فورية ومسرح للأطفال ومسابقات للأطفال. وتقدم الشركة الوطنية للسياحة سياحية برامجها في حديقة أبها الجديدة التي تتوافر فيها الألعاب والجلسات والمقاهي والمطاعم والألعاب النارية وعروض الدلافين والسيرك والقطار المائي، إضافة إلى وجود العربات المعلقة ومسرح الطفل والفعاليات الأخرى في منتجعات السودة والفرعاء والحبلة ومركز أبها الدولي للمعارض. ويستمر معرض القوات المسلحة الذي يقام صيف كل عام بالاستحواذ على أعلى نسب الاهتمام من المصطافين، ويشتمل المعرض على عدد من الأجنحة التابعة للقوات البرية والجوية والبحرية والدفاع الجوي، إلى جانب نماذج من الأسلحة القديمة والحديثة، كما تقام طوال أيام المعرض عروض جوية وأخرى لفرقة القوات المسلحة الموسيقية إضافة إلى عروض لمهارات تدريب المشاة وألعاب الدفاع عن النفس وعروض لطائرات الصقور السعودية والإنزال المظلي وغير ذلك من النشاطات المتنوعة. أما مركزا التوعية التابعان للرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فانطلقت أعمالهما في متنزهي السودة والحبلة، إذ تشتمل فعالياتهما على رحلات وسباقات ومحاضرات دينية وبرامج ثقافية وعلمية. فيما يقوم فرع الرئاسة في المنطقة خلال هذا الصيف بتوزيع 50 ألف شريط إسلامي منوع على المصطافين إلى جانب 70 ألف كتيب ديني و300 ألف رسالة، وسيتم تنفيذ 600 موعظة و70 محاضرة يشارك في إلقائها عدد من أصحاب الفضيلة العلماء. ويشهد مخيم الندوة العالمية للشباب الإسلامي في الفرعاء افتتاح الملتقى السنوي الحادي عشر لشباب دول مجلس التعاون الخليجي تحت شعار تفاؤل وتفاعل وذلك في 23 رجب الجاري، كما سيتم افتتاح الملتقى الطبي السنوي الخامس لطلاب الكليات الطبية. تنظيمياً، كثف مرور عسير دورياته على مداخل مدينة أبها، لانسياب الحركة المرورية، التي تشهد تنامياً ملحوظاً بازدياد عدد السيارات المقبلة من مناطق السعودية المختلفة، كما يشهد مطار أبها حركة دائبة للرحلات القادمة والمغادرة. وقامت أمانة المنطقة بتجهيز الحدائق في مدينة أبها والجلسات والمطلات التي يقضي السواح فيها سهراتهم خلال ليالي الصيف، لما تتمتع به من أجواء جميلة وجلسات عائلية. ويعد مهرجان أبها للتسوق من أهم النشاطات التي تحظى بمتابعة يومية من أهالي وزوار المنطقة، إذ يحتوي المهرجان على صالات تسوق ومطاعم متنوعة ومعارض فنية وندوات محاضرات إرشادية دينية وثقافية وطبية إلى جانب ميادين الاستعراض للسيارات الوحشية والدراجات النارية والدبابات النارية الرباعية والسيارات السريعة وعروض المهارات الرياضية والحيوانات المدربة ومسرح الطفل وخيمة التراث ونادي الأطفال بشخصياته الكرتونية. ومن أبرز المعارض التي يشهدها صيف هذا العام معرض أبها التاسع للكتاب الذي يقام في مركز الملك فهد الثقافي، وتنظمه جامعة الملك خالد بمشاركة 35 دار نشر تعرض أكثر من 30 ألف عنوان. وتشارك وزارة الثقافة والإعلام بمعرض بعنوان:?"الشرق الأوسط بعيون أميركية"للمصور الأميركي المسلم توم غبر بكر، كما تستقبل صالات المعارض في قرية المفتاحة التشكيلية معرض الرسم المفتوح لعدد من الفنانين والفنانات التشكيليين، إلى جانب معرض فوتوغرافي لعدد من مصوري السعودية، إضافة إلى معرض العملات والقطع الأثرية. وتشمل النشاطات السياحية خلال هذا الصيف نشاطات جديدة عدة منها: رالي الجبال، الطيران الشراعي، برنامج الفروسية، عروض الضوء والصوت، برنامج"أبها ماتش"، دورة الوطن الرياضية الثالثة. وتستعد المنطقة كعادتها في كل عام لاستقبال العديد من الرحلات الطلابية والشبابية من مناطق السعودية المختلفة. وتستقبل قرية المفتاحة التشكيلية في مراسمها مجموعة من الفنانين التشكيليين الذين يقضون أياماً داخل القرية ويخرجون بإبداعاتهم الفنية.