فيما وجّه أمير المنطقة الشرقية الأمير محمد بن فهد بن عبد العزيز بتشكيل لجنة تحقيق في حادثتي الحريق، اللتين شهدهما مقر حفلة تدشين الواجهة البحرية في الدمام الأسبوع الماضي، توا صلت تداعيات الحادثتين إذ كشفتا بحسب مراقبين، عن ضعف التنسيق بين جهات حكومية عدة في المنطقة الشرقية. وكانت نتيجة ذلك وفاة شاب، وإصابة 20 آخرين، في انفجار قاذفة الألعاب النارية ليلة الحفلة، واحتراق خيمة الحفلة الرئيسة ومحتوياتها، التي قُدرت قيمتها بنحو مليون ونصف المليون ريال. وتتولى شرطة المنطقة الشرقية، والأمانة، والدفاع المدني، وحرس الحدود، التحقيق في الحادثة، بتوجيه من أمير المنطقة الشرقية الأمير محمد بن فهد بن عبد العزيز. وتابعت"الحياة"الحادثتين مع الجهات المعنية بهما، إذ أكدت مصادر في حرس الحدود"تأخر إدراجنا من جانب الأمانة ضمن الجهات المنظمة لحفلة الافتتاح، على رغم أن موقع الاحتفال يطل على البحر في شكل مباشر، ولم يتم إدراجنا إلا قبل موعد الحفلة بساعات قليلة". وباشرت فرق الإطفاء والإنقاذ، التابعة لحرس الحدود، إخماد الحريق، الذي اشتعل في المنصة العائمة، التي كانت تنطلق منها الألعاب النارية. وأشارت المصادر إلى"حال من الفوضى شهدها موقع الحادثة بعد الانفجار، وأثناء عملية إنقاذ المصابين، التي تولتها قوارب تابعة لحرس الحدود، ونقلتهم إلى موقع آخر وجدت فيه سيارات الإسعاف التابعة للهلال الأحمر. وأكد المصابون أن عددهم مكتمل، على رغم أن هناك شخصاً مفقوداً هو المتوفى مصطفى الحجاب. وقامت دوريات حرس الحدود بعد إخلاء المنطقة، بأعمال بحث استمرت نحو 20 ساعة، شارك فيها غواصون تابعون لحرس الحدود". وذكر المصدر أن"أفراد حرس الحدود طالبوا فرق الدفاع المدني، التي وجدت في الموقع لحظة الحادثة، بإيصال خراطيم الإطفاء لأفراد الإطفاء والإنقاذ التابعين لحرس الحدود، ولكنهم رفضوا تقديم المساعدة لهم، أثناء وجودهم في البحر". أما في موضوع الخيمة المحترقة، فأكد مالك مركز"شوقي لتأجير الخيام"علي الحمادة، مطالبته أمانة المنطقة الشرقية بتعويض مالي نتيجة احتراق الخيمة المؤجرة، التي تُقدر قيمتها بنحو مليون ومئة ألف ريال، إضافةً إلى الأثاث الذي يُقدر بنحو 400 ألف ريال، ليصبح مجموع الخسائر نحو مليون ونصف المليون ريال. وقال الحمادة:"إن تقرير الدفاع المدني يُدين الأمانة في شكل مباشر، فالتقرير يرجع الحريق إلى خلل كهربائي، والأمانة هي التي تولت التمديدات الكهربائية، من خلال مقاول تابع لها". وشكر الحمادة كل من وقف معه في هذه الحادثة، وخص رجل الأعمال رياض القاضي، الذي ساهم في توفير خيمة بديلة خلال 12 ساعة فقط، وتم تركيبها في موقع الحفلة، التي أقيمت في الوقت المحدد لها. ورد وكيل أمين المنطقة الشرقية المهندس جمال الملحم على اتهامهم ب"تهميش دور حرس الحدود"، مؤكداً وجودهم أثناء حفلة الافتتاح. وعن طلب التعويض الذي سيتقدم به صاحب المخيم علي الحمادة، قال الملحم:"إن تقرير الدفاع المدني سيحدد مكامن الخلل".