يتجه عدد من الأطباء النفسيين في السعودية بشكل جدي إلى إطلاق تحذيرات تتعلق بخطر التفكير بالانتحار عند الشبان الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاماً، نتيجة استخدام مضادات الاكتئاب. وبناء على ذلك أكد الأطباء أهمية صرف أدوية لصيقة مع مضادات الاكتئاب للحد من الأفكار والسلوكيات الانتحارية لدى المصابين بالاكتئاب. وقال استشاري الطب النفسي الدكتور جمال الطويرقي ل"الحياة":"إن مضادات الاكتئاب تعمل على عودة الطاقة التي افتقدها الفرد بعد إصابته بالاكتئاب، وعودتها إلى معدلاتها الطبيعية خلال الأسبوعين الأولين، وهذه الطاقة تمنح الفرد القدرة اللازمة لتنفيذ جميع الأفكار الانتحارية التي لم يكن باستطاعته تنفيذها". مشيراً إلى أهمية حرص الطبيب في حال دراسة حالة الفرد المكتئب، وإن كانت لديه رغبة حقيقية في الانتحار، وقال:"لابد للطبيب من تقويم سلوك الفرد الذي يعاني من الاكتئاب، ومعرفة إن كان لديه دوافع انتحارية، الأمر الذي يخول الطبيب من إدخال المريض للمستشفى أثناء معالجته بمضادات الاكتئاب أو وضعه تحت العناية اللاصقة من قبل الأهل". وتتزامن تصريحات الدكتور الطويرقي مع تحذيرات إدارة الغذاء والدواء الأميركية التي دعت فيها الشركات المصنعة للأدوية المضادة للاكتئاب إلى تحديث التحذيرات الموجودة في المربع الأسود وهي خانة يذكر فيها عبارات تحذيرية على ملصق الدواء, حيث تشمل تحذيرات عن ازدياد خطر التفكير بالانتحار أو بما يسمى بالسلوك الانتحاري عند الشباب المتراوحة أعمارهم من 18 إلى 24 سنة وذلك عند بداية العلاج أول شهر إلى شهرين من العلاج. والتحذير المقترح يتركز على وجوب أن يحتوي على جملة تفيد أن الدراسات العلمية لا تفيد بأن خطر الانتحار يزيد عند المرضى فوق 24 سنة إضافة إلى ذلك فإن المرضى فوق 65 سنة الذين يستخدمون مضادات الاكتئاب يصبحون أقل عرضة لخطر الأفكار الانتحارية. كما يجب أن يشير التحذير إلى أن الاكتئاب والأمراض النفسية الأخرى يعتبران أهم سبب للانتحار. و تشمل?التغييرات في الملصق كل مجاميع مضادات الاكتئاب. حيث إن نتائج دراسات عدة تقارن أدوية الاكتئاب بأدوية وهمية كانت متوافقة في إظهار زيادة طفيفة في معدل الانتحار عند المرضى الذين يستخدمون أدوية الاكتئاب خلال المراحل المبكرة من العلاج وذلك في غالبية هذه الأدوية. كما أن النتائج المتوافرة حالياً غير كافية لاستثناء أي دواء بشكل منفرد من التحذير. وتمثل التحديثات على الملصق التغييرات التي تمت إضافتها في سنة 2005 بخصوص زيادة معدلات الانتحار عند الأطفال المستخدمين لمضادات الاكتئاب. وفي ذلك الوقت طالبت الإدارة من مصانع هذه الأدوية إضافة مربع أسود تحذيري على ملصقات مضادات الاكتئاب مبينة خطرها وحاجة المريض للمتابعة المتكررة والدقيقة. إضافة إلى ذلك وجهت الإدارة شركات الأدوية لوضع دليل لاستخدام هذه الأدوية. كما تنوي الإدارة توزيع هذه الأدلة على جميع الصيدليات بحيث تسلم اليهم مع كل وصفة. وقال الطويرقي في هذا الإطار:"ينبغي على الطبيب وصف أدوية أخرى مهبطة للاندفاعات السلوكية الانتحارية لدى الأشخاص المصابين بالاكتئاب". مشيراً إلى أن تلك الأدوية تبطل مفعول الأعراض الجانبية لأدوية مضادات الاكتئاب، وقال:"لابد أن يشمل علاج الفرد المكتئب تلك الأدوية المهبطة للأفكار الانتحارية، ولمدة لا تقل عن أسبوعين منذ بدء علاج الاكتئاب، وقال:"السبب الرئيس في ذلك أن أدوية مضادات الاكتئاب لا يبدأ مفعولها المعالج إلا بعد مرور أسبوعين من أخذها". يذكر أنه في عام 2005 قامت إدارة الدواء والغذاء الأميركية بمراجعة مركّزة شملت 295 دراسة على الأدوية المضادة للاكتئاب المستخدمة لعلاج الاكتئاب العام والأمراض النفسية الأخرى في 77 ألف مريض لاختبار الخطر المحتمل من زيادة معدل الانتحار عند مستخدمي هذه الأدوية. ووافقت اللجنة الاستشارية للأدوية النفسية لإدارة الغذاء والدواء في كانون الأول ديسمبر 2006 على التغييرات المقترحة على الملصق، كما أشارت إلى الحاجة لإضافة التأثير المفيد لهذه الأدوية عند استخدامها لكبار السن ولتذكير العاملين على الرعاية الصحية بأن الاكتئاب والأمراض النفسية الأخرى تعتبر أهم سبب لحالات الانتحار. والهيئة العامة للغذاء والدواء تنصح المرضى بعدم إيقاف تناول أدوية الاكتئاب كما يجب على من لديه قلق بشأن هذا الموضوع أن يخبر مقدم الرعاية الصحية لديه.