ربما يُعد طلاق مبروكة من زوجها، بعد 13 عاماً من الزواج، أنجبا خلالها خمسة أطفال، الأغرب من بين حوادث الطلاق، التي وقعت في المملكة، وعلى رغم أن الطلاق كان بسبب عدم تمكن الزوجة من إثبات نسبها، لكنه لا يمت بصلة وثيقة لحوادث"طلاق تكافؤ النسب"التي تكررت في السنتين الأخيرتين. اللافت في انفصال مبروكة في العقد الرابع عن زوجها، أنه تم على رغم العلاقة الطيبة التي ما زالت تربط بين الزوجين، بيد أن عدم توافر وثيقة رسمية للزوجة من الأحوال المدنية، حال دون تسجيل اسم الأم في شهادة ميلاد أطفالها. ولم تعتقد الزوجة يوماً أن هذه القضية ستكون سبباً في طلاقها. وتقول:"ولدت بعد وفاة والدي بأشهر، ولم تجد والدتي فرصة لتسجيلي في الأحوال المدنية، فالمرض كان عائقاً دائماً أمامها، إذ فضلت الذهاب إلى عيادات الأطباء على التوجه إلى دائرة الأحوال المدنية في القنفذة، حتى فارقت أمي الحياة، ما حال دون حصولي مستقبلاً على إثبات شخصية". وبعد وفاة والدتها انتقلت أختها التي تكبرها بعامين لتعيش في كنف عمهما، فيما بقيت هي في منزل والدتها، ولم تلتحق بمدرسة، بسبب عدم وجود وثائق رسمية خاصة بها، وفي ال18 تقدم لخطبتها أحد الشبان. وتُوجت ثمرة زواجهما بمولودة، ثم وضعت الأم أختاً لها. وتوضح"أثناء ولادة الطفلتين، لم أجد صعوبة، إذ كانوا يدونون اسمي في شهادتي الميلاد". وبدأت الصعوبات عندما ولدت مبروكة طفلتها الثالثة، إذ رفضت إدارة الأحوال المدنية تدوين اسم الأم، إذ كتبوا أمام خانة اسم الأم"يوجد للأم معاملة في الأحوال المدنية"، وانطبق ذلك على الطفلة الرابعة والطفل الخامس، لأنها"مجهولة الهوية". وأوقعتها في دوامة لم تتخلص منها"والدتي توفيت، ولم تسجلني في دائرة الأحوال، وبقيت هكذا حتى تزوجت، وفي عقد الزواج، الذي أجري في حضور أحد أعمامي، لم يكن هناك عائق آنذاك، واكتفوا بحضوره، وحصلنا على عقد زواج شرعي". وبعد خمسة أعوام قضاها الزوج مراجعاً إدارتي الأحوال المدنية في الرياضوالقنفذة، لم يخرج إلا بنتيجة واحدة: الطلاق، لأن الوقت طال، ومن حق الأطفال كتابة اسم الأم في شهادات ميلادهم، وحرصاً على التمسك بتقاليد المجتمع، وخوفاً من مس أبنائه بكلمة مسيئة، فضل الزوج الطلاق"آخر مراجعة إلى الأحوال المدنية تبين أن أحوال الرياض أرسلت الأوراق إلى القنفذة، ما أدى إلى تعثر إكمال المعاملة"، وأثناء مراجعتها الأحوال المدنية في القنفذة"تبين أنهم ينتظرون رداً من أحوال الرياض"، هكذا عاشت في دوامة هي وزوجها، الذي اختار طريقاً، ربما يلتمس به راحة بال، وتقول:"تعب كثيراً، وتحمل عناء السفر منذ ولادتي الطفلة الثالثة، وهي تبلغ الآن خمسة أعوام، ونحن على هذه الحال". ولم تجد مبروكة إلا بيت شقيقها من أبيها، الذي حاول أن يقف إلى جانبها، وكذلك كثير من كبار عائلتها، الذين تقدموا إلى إدارة الأحوال المدنية في القنفذة، للإدلاء بشهادتهم الشفهية، كلما راجعت مبروكة دائرة أحوال. اللافت أن مبروكة باتت تستعين بأوراق أختها أثناء مراجعة الإدارات الحكومية"سواءً في الصحة أو الالتحاق في وظيفة، أو أي شيء آخر، انتحل شخصية أختي بعد أن ضاقت بي الدنيا"، وربما كانت الخطوة التي اتخذها الزوج تهدف إلى"أن يكتب في شهادة ميلاد أصغر أبنائنا اسم أم، إذ كان يعتقد أن صك الطلاق إثبات رسمي، إذ دون فيه اسمي". من جانبه، أوضح مصدر في وكالة وزارة الداخلية للأحوال المدنية أن"المعاملة الخاصة بإثبات هوية مبروكة تخضع لإجراءات رسمية ونظامية، وتم تحويلها إلى إمارة منطقة مكةالمكرمة، لعمل بحث اجتماعي عن المتقدمة بالطلب، وننتظر من الإمارة خطاباً رسمياً، لتحويل المعاملة إلى الأحوال المدنية في القنفذة"، مشيراً إلى أنه"لم يمض على البدء في الإجراءات الرسمية سوى عام وشهرين".