شهدت المدينةالمنورةوالطائف أمس تنفيذ تجربتين فرضيتين، تعاملت جهات حكومية عدة في التجربة الأولى مع فرضية عملية إرهابية تضمنت احتجاز رهائن في أحد متنزهات محافظة الطائف، وفي الثانية في المدينةالمنورة مع فرضية سقوط طائرة مدنية تقل ركاباً في مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز. ففي محافظة الطائف أغلقت فرق من مختلف الجهات الأمنية صباح أمس جميع المداخل والمخارج المؤدية إلى شارع الجيش، وحاصرت منتجع القرية الخضراء، للتعامل مع فرضية وجود مجموعة إرهابية تحتجز رهائن داخل المنتجع. وأوضح المتحدث الرسمي في شرطة الطائف النقيب تركي الشهري، أن التجربة الفرضية بدأت بتلقي غرفة العمليات بلاغاً عن وجود مجموعة من الإرهابيين الانتحاريين متحصنين في أحد المباني داخل متنزه ومنتجع القرية الخضراء، مهددين بتفجير المبنى. وأضاف أنه تم توجيه دوريات الأمن الميدانية للتأكد من صحة البلاغ، تمهيداً لتعامل الأجهزة الأمنية مع الحدث ومنع تطور الموقف، وقال:"تم التعامل مع الحدث الفرضي بحرفية، وانتهى بمقتل ثلاثة من الإرهابيين، وإصابة اثنين آخرين، وسلم أحدهم نفسه، فيما أصيب اثنان من رجال الأمن من وحدة الاقتحام، وثلاثة من نزلاء المنتجع المفترضين. وأعرب مدير شرطة محافظة الطائف اللواء مساعد اللهيبي، عن رضاه بمستوى نجاح التجربة، مؤكداً أنها حققت الأهداف المرجوة منها في وقت زمني قصير، ما أكد استعداد الأجهزة الأمنية في الطائف على التعامل مع مثل تلك الأعمال الإرهابية. وأشار اللواء اللهيبي إلى أن التجربة تهدف إلى تحقيق ثلاثة أمور مهمة في مواجهة الإرهاب واجتثاثه، وهي رفع الحس الأمني، وقياس جاهزية الجهات المشاركة، وتعزيز التنسيق في ما بينها للتعامل مع الحدث. وشاركت في تنفيذ التجربة كل من: شرطة الطائف، وإدارة مرور المحافظة، ودوريات الأمن، والأدلة الجنائية، وأنظمة الاتصالات، وقوة الطوارئ الخاصة، وأمن الطرق، وقسم الأسلحة والمتفجرات، والمباحث العامة، ولواء الخليفة عمر بن الخطاب في الحرس الوطني، ومركز ومدرسة الملك عبدالله بن عبدالعزيز للأمن الخاص، والدفاع المدني، ومستوصف قوى الأمن الداخلي، وكذلك الجهات المساندة من الشؤون الصحية، والهلال الأحمر، ومستشفى الأمير منصور العسكري، وشركة الكهرباء، وإدارة المياه، والعديد من الجهات ذات العلاقة. وفي المدينةالمنورة، شاركت كل من شرطة المنطقة، وإدارة الدفاع المدني، والمديرية العامة للشؤون الصحية، وجمعية الهلال الأحمر السعودي، في التعامل مع فرضية سقوط طائرة ركاب في مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز. وأوضح مدير إدارة الإعلام الصحي في صحة المدينة عادل بن عبدالرحيم شرف، أن المديرية ممثلة بإدارة الطوارئ والخدمات الإسعافية شاركت في تنفيذ التجربة، وتعاملت مع 14 حالة خطرة و14 حالة متوسطة و16 حالة بسيطة وعشر وفيات افتراضية. وأشار إلى أن التجربة بدأت باشتعال حريق مصطنع بالقرب من الموقع المفترض لوقوع الطائرة، ثم وصلت سيارات الإسعاف إلى المنطقة، وبدأ المسعفون في التعامل مع الحالات المصابة بالقرب من الموقع، بعد ذلك تم نقل الحالات إلى صالة المطار لمعالجتهم، ومن ثم نقلهم إلى المستشفيات الحكومية في المنطقة. من جانبه، أوضح المدير العام للشؤون الصحية في المدينة الدكتور سهل درويش سلامة، أن 25 سيارة إسعاف معظمها من الصحة، وعدداً من إسعافات الهلال الأحمر، والمستشفيات الخاصة شاركت في التجربة الفرضية، ، وقال:"أسفرت التجربة عن نجاح غير مسبوق على مستوى الخطط التي أجريت سابقاً في مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز، إذ تم إخلاء جميع المصابين من المطار إلى المستشفى في زمن قياسي لم يتجاوز 40 دقيقة من الوقت المفترض لسقوط الطائرة". وأضاف أن المديرية شاركت في هذه التجربة بأكثر من 30 طبيباً، بقيادة مدير إدارة الطوارئ والخدمات الإسعافية الدكتور هاني بن أحمد فيض، وأكثر من 50 فريقاً طبياً من الصحة، كما تم استدعاء فريق طبي نفسي للمشاركة في هذه التجربة، للمرة الأولى، بهدف تهدئة المصابين.