أصبح لزاماً على ساكني مدينة جدة الحبيبة، إذا رغب أحد منهم أن ينتقل إلى مكان ما في أرجاء هذه المدينة أن يصطحب معه خريطة توضح جميع معالم المدينة وشوارعها وميادينها، ويضع له رسماً توضيحياً "كروكياً"لتحركاته، وخطة سير للوجهة التي يقصدها، بحيث يضع خطة الانطلاق من المكان الذي سيتحرك منه، ويضع نقطة النهاية للوجهة التي يرغب في الوصول إليها... وذلك كله بسبب كثرة الأعمال والحفريات التي تجري في شوارع المدينة وميادينها وأزقتها، والتى أصبحت السمة البارزة لكل شارع، أو حي، وأصبحت هذه الحفريات من معالم المدينة. والفائدة التي يمكن أن يجنيها الشخص من حمله الرسم التوضيحي هي اختصار الكثير من الوقت، والجهد، وعناء البحث الذي يستغرقه في الوصول لوجهته، وذلك من خلال وضع الخطط البديلة، بمعنى أنه إذا أراد شخص أن يذهب من منزله مثلاً متوجهاً إلى عمله فإنه يحدد الطريق الذي يسلكه بعلامات تخصه، وعند الخط الذي سيتبعه وعند كل مفترق طرق، وعند كل إشارة، وعند كل ميدان سيمر به! هذه الخطط البديلة ستفيده عندما يفاجأ بأن الطريق الذي يريد أن يسلكه مغلق عند إحدى الخطوات التي كان يحسبها لمشواره في الطريق، وهكذا تنقذه الخطة البديلة من حيرة ستصيبه حتماً عند المفاجأة بلافتة تقول"الطريق مغلق!"وحتى لا يضطر للعودة من حيث أتى إلى منزله! المثير للدهشة والحيرة أيضاً أن بعض الشوارع والميادين لا تجدي معها"الخطط البديلة"، أو الاجتهادات الشخصية لأن جميع الاتجاهات التي تؤدي إلى جميع الطرق تكون مغلقة... وكأننا نسير في حلقة دائرية مفرغة نعود فيها إلى نقطة البداية. ويجب على كل منا أن يعيد رسم وتقويم خريطة بشكل دوري ومستمر بسبب زحف الحفريات بسرعة مهولة بين الشوارع، ومن المفارقات أنه إذا تم الانتهاء من مشروع معين في أحد الشوارع وأعيد رصفه، ودبت الحركة فيه من جديد، ما يلبث سوى أيام وإذا الحفر فيه من جهة أخرى غير الجهة التي انتهى الحفر فيها منذ أيام قليلة، وذلك لتنفيذ خدمة أخرى غير تلك الخدمة التي انتهت، والسؤال المطروح دائماً هو: هل المواسم الدينية والسياحية هي التوقيت الزمني المناسب لتنفيذ مشاريع الصيانة أو الحفريات، أو شق الطرق على اختلاف المشاريع الداعية لذلك؟ وكما هو متعارف عليه بأن جدة تكون أكثر جذباً واكتظاظاً بمرتاديها في هذه المواسم، وذلك بحكم أنها البوابة لقبلة المسلمين، مكةالمكرمة، والكثير من داخل المملكة، وخارجها يستغلون فترة الصيف لأداء العمرة، وأيضاً فإن جدة هي المصيف الساحلي والتجاري لمملكتنا الحبيبة، ناهيك عن موسم الحج، وشهر رمضان المبارك، إذ إنه يتوجب علينا توفير كل الإمكانات وتسخير جميع الطاقات، والعمل على كل ما من شأنه راحة وسهولة تنقلات ضيوف جدة. كل الشكر والتقدير وكلمات الثناء لكل من يعمل لخدمة جدة، فالجميع يقدر الجهود الواضحة والمبذولة والسعي الحثيث، والتفاني الدائم من الجميع، ولكن ما نطمح إلى تحقيقه والوصول إليه هو أن يكون هناك تنسيق أكثر في تنفيذ مثل هذه المشاريع، وتجنب - قدر الإمكان - البدء في ذلك خلال الإجازات والمواسم المتعارف عليها التي تكون مدينة جدة مقصداً ووجهة للكثير من مرتاديها، وعلى أن يتم إنجازها في أسرع وقت. والأهم هو إيجاد الطرق البديلة المناسبة مع التنسيق في عمل المشاريع بحيث تكون متوازنة ومدروسة بعناية في الموقع المراد العمل فيها ومن الجهات التي تقوم بتلك الأعمال، بمعنى أن تتم مخاطبة جميع الجهات الخدمية التي تحتاج إلى شق طرق بالموقع الذي ستقام فيه مشاريع حفر، فإذا كان لديها مشاريع تريد تنفيذها في هذا الموقع يتعين أن يكون متوافقاً مع القطاعات العاملة في هذا المشروع، إذ يتم شق هذا الطريق لمرة واحدة وإنجاز أكثر من مشروع من القطاعات المعنية في الوقت نفسه. اختصاصي اجتماعي [email protected]