يكمّل اليوم مسلسل"اختفاء ابتهال"عامه الأول، بعد أن توارت طفلة ذات الستة أعوام عن الأنظار من أمام منزلها في محافظة المجمعة شمال مدينة الرياض صبيحة الخامس من نيسان أبريل عام 2006. وعلى رغم اهتمام أمير منطقة الرياض الأمير سلمان بن عبدالعزيز اللافت بقصة الطفلة، إلا أن الغموض الذي أحاط بظروف اختفائها صعب مهمة الأجهزة الأمنية في العثور عليها حتى الآن. تحيي عائلة ابتهال المطيري اليوم ذكرى ثقيلة في تاريخها في انتظار بارقة أمل تصحب معها صغيرتهم التي أطالت الغياب. ولم يمر العام الماضي ثقيلاً على عائلة المطيري فحسب، إذ إن ابتهال كسبت تعاطفاً محلياً وعربياً لم تشهده حادثة مشابهة. وفضلاً عن تناقل قصتها الغامضة في جميع الصحف المحلية، فإن المشاهد العربي ألف ملامح وجهها البريء الذي واظبت غير قناة فضائية على عرضه مع تفاصيل كاملة للقصة. ويحسب للمجتمع السعودي والعربي تفاعله واهتمامه الكبيرين مع قصة ابتهال، لا سيما أن علماء الدين والدعاة إضافة إلى الكتّاب والشعراء، أعلنوا تضامنهم مع أسرة المطيري، حتى إن بعض فاعلي الخير رصدوا مكافآت مالية مغرية لمن يعثر عليها أو يدلي بمعلومات تقود للعثور عليها، وبلغت أكثر من مليون ونصف المليون ريال. مر مسلسل"اختفاء ابتهال"بحلقات عدة تعكس الأثر الواضح الذي خلفته في نفوس البعض، فمن الأحلام والرؤى التي تشاهد ابتهال في أماكن عدة، مروراً بالاجتهاد في التعرف على طفلة تشبهها، برزت قصة"عودة مزيفة"لابتهال في الرابع والعشرين من تشرين أول أكتوبر الماضي، حينما اشتبهت أسرتها في طفلة تشبهها إلى حد كبير. ففي حفلة زواج في محافظة الزلفي ثار جدل واسع مع إحدى الأسر التي لديها ابنه تشبه ابتهال. الجدل الذي استمر 48 ساعة لم يفصل فيه سوى تحليل الحمض النووي DNA الذي أكد أن"شبيهة ابتهال"اسمها"غادة". ومع أن هذه الأحداث تؤثر سلباً في نفسية أفراد عائلة"ابتهال"كثيراً، وخصوصاً والدتها، إلا أن ذلك لم يوقف البعض من طرح الافتراضات، ولعل أبرزها ما ذُكِر حول اختطافها من متسولين، ويستند صاحب هذا القول الذي تحدث ل?"الحياة"في 12 تموز يوليو الماضي إلى حديث أحد جيران عائلة المطيري الذي زعم دخول امرأة سوداء إلى منزله المشابه لمنزل ابتهال قبل يوم واحد من اختفائها. مضيفاً بأن المرأة حوالت اختطاف احد أطفاله قبل أن تهرب وتترك حذائها خلفها. وهو ما دفع والد ابتهال سلطان المطيري آنذاك إلى مطالبة الجهات الأمنية بأخذ هذه المعلومة في الاعتبار، خصوصاً مع تزايد القبض على عصابات خطف الأطفال في المنطقة بغرض التسول. اليوم وبعد مرور عام على فقدها يؤكد"متعب"شقيق ابتهال ل?"الحياة"ان الحالة النفسية لأفراد أسرته لا تزال قوية ومتماسكة،"فهم مؤمنون ويحمدون الله على قضائه وقدره".