بحث خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي أمس، في حضور ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران المفتش العام الأمير سلطان بن عبدالعزيز، العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها في مختلف المجالات، إضافة إلى القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وأقام خادم الحرمين الشريفين في قصره في الرياض ليل أمس مأدبة عشاء تكريماً لرئيس وزراء اليابان والوفد المرافق له. فيما أقام ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز بعد ظهر أمس حفلة غداء تكريماً لرئيس وزراء اليابان شينزو آبي والوفد المرافق له. من جهته، أكد مصدر في السفارة اليابانية في الرياض ل?"الحياة"، أن آبي الذي يزور السعودية للمرة الثانية بعد أن رافق رئيس الوزراء السابق جونثيتشيرو كويزومي إلى السعودية في عام 2003، يقدر الثقل الذي تمثّله السعودية في المنطقة والعالم الإسلامي، بالنظر إلى مكانتها الدينية لوجود الأراضي المقدسة فيها. مشيراً إلى أن عملية السلام في الشرق الأوسط تصدرت محادثات الجانبين، وأضاف:"الحديث عن السلام في المنطقة لا يمكن من دون أن تكون السعودية طرفاً فيه". وقال:"القيادة اليابانية تعرف جيداً أن الازدهار الاقتصادي والاستثماري بين اليابان ودول المنطقة مرهون بالاستقرار السياسي، وإنجاز تقدم في عملية السلام في الشرق الأوسط". لافتاً إلى ما قامت به السعودية في هذا الجانب من خلال اتفاق مكة بين الفرقاء الفلسطينيين في شباط فبراير الماضي. وأوضح المصدر أن زيارة رئيس الوزراء الياباني التي تستغرق يومين استكملت ما تم الاتفاق عليه بين البلدين خلال زيارة ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز إلى اليابان في نيسان أبريل من العام الماضي، التي تم الإعلان خلالها عن بيان مشترك يبارك"صياغة شراكة استراتيجية متعددة المستويات بين البلدين". لافتاً إلى أن العلاقات الثنائية التي تبعت ذلك البيان شهدت تقدماً واضحاً في الآونة الأخيرة، مسشتهداً ب?"مفاوضات اتفاقات التجارة الحرة بين اليابان ومجلس التعاون الخليجي، والتقدم في اتفاقات الاستثمار مع السعودية، فضلاً عن المفاوضات المبدئية حول اتفاق الطيران بين البلدين". وفي الجانب الثقافي، أكد المصدر أن الجانبين حرصا على استمرار ابتعاث الطلاب السعوديين إلى الجامعات اليابانية، خصوصاً أن السعودية أدرجت اليابان ضمن خيارات الدول التي يمكن الابتعاث عليها في إطار برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، وذلك للمرة الأولى العام الماضي. إلى ذلك، وصف المتحدث الرسمي باسم الحكومة اليابانية المستشار الإعلامي لرئيس وزراء بلاده هيرو شيجي سيكو السعودية بالدولة الأكثر نفوذاً في المنطقة، ونظراً إلى ما لها من تأثير قوي في سوق النفط العالمية، ودورها القيادي في ترابط مجلس التعاون الخليجي، وأكد أن اليابان تنظر إلى السعودية على أنها الدولة الضامنة لاستقرار المنطقة، وذات قوة عظمى في منطقة الخليج، وصاحبة الصدارة في العالم الإسلامي، ومحرك الديبلوماسية العربية. وقال سيكو خلال مؤتمر صحافي عقده أمس، بمناسبة زيارة رئيس وزراء بلاده إلى السعودية التي تستمر يومين:"بحث رئيس الوزراء شينزو آبي مع ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز، الذي أقام مأدبة غداء تكريماً لضيفه الكبير، سبل تعزيز التعاون في مختلف المجالات بين الرياضوطوكيو، الذي يعتبر اتفاق الأمير سلطان مع القيادة اليابانية خلال زيارته إلى طوكيو، والذي نص على تعزيز الحوار من أجل صياغة شراكة استراتيجية متعددة المستويات، نقطة انطلاق قوية في العلاقات الثنائية بين البلدين. كما بحث مع ولي العهد السعودي أيضاً ملفات المنطقة والقضايا ذات الاهتمام المشترك"، وأضاف سيكو أن آبي الذي اجتمع مع رجال الأعمال السعوديين، واستقبل ممثلين عن الجالية اليابانية في السعودية، ناقش خلال محادثات أجراها مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز"دعم اليابان الجهود السعودية في تفعيل مبادرة السلام العربية"، مشيراً إلى أن اليابان تنظر بإعجاب إلى سياسية خادم الحرمين، الذي كان له دور مهم في وفاق الفصائل الفلسطينية، من خلال"اتفاق مكة"، كما هي الحال بالنسبة إلى نجاح القمة العربية التي استضافتها الرياض. وأكد سيكو استعداد بلاده لتقديم الدعم اللازم إلى السعودية، لتحويلها إلى بلد مصنّع، مشيراً إلى أن تأهيل القدرات البشرية التحدي الأكبر الذي يواجه السعودية صناعياً، وقال:"نرغب في تجاوز اقتصار العلاقات الاقتصادية على النفط، ويرافق الرئيس آبي 180 من رجال الأعمال من مختلف القطاعات، لبحث فرص الاستثمار اليابانية في السعودية". وعن إمكان استفادة دول الخليج من قدرات بلاده في مجال الطاقة النووية السلمية، قال:"ما زال الطريق طويلاً أمام دول الخليج لبدء استخدام الطاقة النووية السلمية، وفي حال رغبتهم في الاستفادة من قدراتنا في هذا المجال فلا مانع لدينا في ذلك"، ولفت المتحدث الرسمي باسم الحكومة اليابانية كذلك إلى جهود بلاده الرافضة قطعاً امتلاك إيران سلاحاً نووياً، من أجل التوصل إلى حل ديبلوماسي لأزمة إيران النووية، معتمدة في ذلك على علاقاتها العريقة مع طهران. وعن التعاون الأمني بين الرياضوطوكيو، اعتبر سيكو أن استقرار الشرق الأوسط أمر حيوي بالنسبة إلى طوكيو، وقال:"أمنياً أستطيع القول إننا حريصون على استقرار الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط عموماً، والسعودية خصوصاً، كونها المصدر الأول للنفط بالنسبة إلى اليابان، ولن نقبل بزعزعة الاستقرار فيها". وفي ختام المؤتمر الصحافي، أشار سيكو إلى آمال رئيس وزراء بلاده في أن تعطي زيارته إلى السعودية دفعة جديدة للعلاقات القوية التي تجمع الرياضوطوكيو. وقال:"إن رئيس وزرائنا الذي يشكر خادم الحرمين الشريفين وولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز على استضافته ووفده المرافق، يأمل بأن تسير العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين قدماً، وأن تكون زيارته عاملاً مساعداً لتعزيزها". من جهة أخرى، بحث خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز خلال اتصال هاتفي تلقاه من رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس، تطورات الأوضاع على الساحة الفلسطينية، ومستجدات الأحداث الإقليمية والدولية، والعلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين.