حققت السعودية أمس إنجازها الثالث عشر في فصل التوائم السيامية، بعد نجاح فريق طبي في فصل التوأم السيامي الكاميروني فنبوم وشفوبو، اللتين تكفّل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بتكاليف استضافتهما وإجراء الجراحة لهما. واستطاع الفريق الطبي الجراحي الذي قاده المدير العام التنفيذي للشؤون الصحية في الحرس الوطني الدكتور عبدالله الربيعة، تقليص الزمن المقرر للجراحة إلى عشر ساعات بدلاً من 18 ساعة كانت مقررة قبل بدء الجراحة، على رغم صعوبتها، بحسب الفريق الطبي. وكانت عملية فصل فنبوم وشفوبو مرت بعشر مراحل، بدأت بالتخدير الذي شارك فيه ستة أطباء، ثم الإعداد والتعقيم، لتنطلق بعد ذلك مراحل فصل الصدر والكبد والأمعاء، بينما تم فصل الجهاز البولي في المرحلة الرابعة، والجهاز التناسلي في المرحلة الخامسة، تلتها مرحلة فصل الحوض، ليصل الفريق الطبي بعد ذلك إلى مرحلة فصل الرجل المشتركة. وشاهد والدا التوأم اللذين كانا يتابعان تفاصيل إجراء الجراحة عبر شاشة في مقر المركز الإعلامي، الدكتور الربيعة يقوم بالعد التنازلي لفصل آخر جزء متصل من ابنتيهما. وأكد كل من استشاري جراحة العظام الدكتور سعد المحرج، واستشاري جراحة المسالك البولية الدكتور زياد نقشبندي، واستشاري جراحة التجميل الدكتور عبدالله النملة، نجاح الجراحة في مؤتمر صحافي آخر، مضيفين أن فنبوم وشفوبو نامتا في سريرين منفصلين للمرة الأولى في حياتهما. وأضافوا أنهم تخلّصوا من الرجل المشتركة، مؤكدين أن التوأمين اللتين بقيت لكل منهما رجل واحدة، ستتمكنان مستقبلاً من زرع أرجل اصطناعية من أجل المشي، مستشهدين بحالات فصل توائم مشابهة سابقاً، التحق أعضاؤها بالمدارس وأصبحوا من المتفوقين في دراستهم. يذكر أن السعودية أصبحت رائدة في مجال فصل التوائم، واكتسبت خلال 17 عاماً شهرة عالمية واسعة. وكان أول توأم سيامي تم فصله بنجاح سعودياً عام 1990، بينما تم فصل توأم سوداني من الإناث سماح وهبة في عام 1992، وفي عام 1994 فُصل في مستشفى الملك فيصل التخصصي توأم سعودي آخر، ليتحول مسرح العمليات بعد ذلك من المستشفى التخصصي إلى مدينة الملك عبدالعزيز الطبية للحرس الوطني، حيث تم فصل توأم سعودي آخر عام 1998، بينما فُصل عام 2002 التوأم السوداني نجلاء ونسيبة، تلاه في العام ذاته توأم سيامي سوداني أحمد ومحمد، وفي عام 2003 فُصل بنجاح أيضاً التوأم المصري تاليا وتالين. وجاء في الترتيب الثامن في قائمة التوائم المفصولة بنجاح في السعودية الفيليبينيان برنسس آن وبرنسس ماي عام 2004، وبعدها بعام التوأم البولندي داريا وأولغا، وفي العام ذاته فُصل توأم سيامي آخر آلاء وولاء، تلاهما توأم مغربي هما حفصة وإلهام عام 2006، والتوأم العراقي فاطمة وزهراء عام 2006 اللتان غادرتا السعودية إلى العراق أمس، بعد أن قضتا في ضيافة خادم الحرمين الشريفين 14 شهراً. وينتظر توأمان سياميان دورهما في عملية الفصل، أحدهما عماني والآخر سعودي.