الصفحة: 11 - هموم الناس "ما زلنا نحن معلمات بند محو الأمية نُعاني الأمرين في ظل انعدام تثبيتنا من ناحية والإجحاف بغياب حقوقنا من ناحيةٍ أخرى، والمتمثلة في تعامل بعض الإداريات في إدارة التربية والتعليم للبنات في مكة، ومن بعض موظفات صرف الرواتب تحديداً"، ذلك ما ورد على لسان معلمات محو الأمية في شكواهن التي وصلت إلى"الحياة"، معربات فيها عن أملهن بأن يصل صوتهن إلى المسؤولين في وزارة التربية والتعليم، للنظر في ما يجري في إدارة التربية والتعليم للبنات في مكة. المعلمات س. السبيعي، م. الحربي، أ.العتيبي أكدن ل"الحياة"استغرابهن من عدم تثبيتهن على مستويات مستحقة تليق بهن وبشهاداتهن اللاتي حصلن على أعلى التقديرات فيها بكالوريوس مع إعداد تربوي وبتقدير ممتاز في تخصصات اللغة العربية والاجتماعيات ونحوها من مختلف التخصصات. وعلى رغم القرار الصريح من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله تعالى - بضرورة ترسيم جميع من كانوا على البنود، إلا أن معلمات محو الأمية لم يترسمن بعد. وتشير المعلمة م. الحربي إلى أن معاناتها وزميلاتها مع إدارة تعليم البنات في مكة لا تنتهي عند هذا الحد،"فإلى جانب عدم التثبيت الذي يقلقنا عند التجديد معنا مع مطلع كل عام دراسي، على رغم خبراتنا التي تجاوزت ثلاث سنوات في تعليم محو الأمية، تصر إدارة التربية والتعليم على مفاضلتنا مع خريجات جدد في كل عام". وتؤكد المعلمات أنهن يُعانين من بعض موظفات الصرف، وتحديداً من موظفة الصرف"ع. س" تحتفظ"الحياة"باسمها ، التي تتعامل معهم بغلظة لا مثيل لها لكونهن معلمات بند محو الأمية، مضيفات:"هي تحتقرنا من أجل ذلك فقط، ويفترض فيها أن تكون قدوةً لغيرها، وتعلم أن قلة الرواتب لا تقلل من قيمة الإنسان نفسه، كما أنها ليست مبرراً لتلك المعاملة القاسية الخالية من الاحترام، فالمفروض أن تمثل إدارة التربية والتعليم خير تمثيل، وأن تعطي الصورة الحسنة عن المعلمات والمثقفات، فأين هُن من التربية والتعليم؟ وعلى رغم حصولنا على أعلى الشهادات وبتقديرات عالية جداً إلا أننا نلاقي تلك المعاملة السيئة". وتشير المعلمة س. السبيعي إلى أنها تستغرب استمرار إدارة التربية والتعليم في طريقة صرف رواتبهن المتواضعة جداً، وهي"2500 ريال"التي تتم بطريقة يدوية تتمثل في تسليمهن الشيكات،"تعلمون أن ذلك ينطوي على مراجعة البنك في وقت كان الأفضل أن توضع رواتبنا في حساباتنا كما هو معمول به في بقية الإدارات"، لافتة إلى أن هذه الطريقة لا يعمل بها حتى في بعض القرى كالليث ونحوها. أما المعلمة أ. العتيبي فتؤكد أن إدارة التربية والتعليم للبنات في العاصمة المقدسة تغرد خارج السرب، مشيرة إلى طريقة الصرف البدائية التي تجاوزها عصر التطور والتكنولوجيا. وتذكر العتيبي أنها وزميلاتها أجبرن على فتح حسابات في البنوك قبل سنوات عدة، بناءً على طلب إدارة التربية والتعليم للبنات في مكة، مؤكدة:"كلفنا ذلك إيداع مبلغ تجاوز الخمسة آلاف كما يعلم الجميع عند فتح حسابات في بنوكنا المحلية، وإلى الآن لم يتم اعتماد ذلك، ولا ندري ما السبب في تأخر الإدارة في مواكبة العصر في الصرف بدل الطريقة التقليدية التي يتم الصرف بها حالياً، والتي أوجدت سلطة مركزية لمسؤولات الصرف". وتتمنى العتيبي من وزارة التربية والتعليم، وتحديداً من إدارة التربية والتعليم للبنات أن تعمل على إنهاء معاناتها وزميلاتها من معلمات محو الأمية، والعمل سريعاً على إيداع رواتبهن في حساباتهن البنكية مباشرة، لافتة إلى أنه:"يبقى همنا الأول هو الترسيم، لأننا أمضين أكثر من ثلاث سنوات في عملنا، ولا يعقل ألا نُثبت بعد تلك الخدمة". "الحياة"من جهتها حاولت مراراً وعلى مدار أيام عدة الاتصال بالمدير العام للتربية والتعليم للبنات في العاصمة المقدسة الدكتور عبدالعزيز العقلا للرد على استفسارات المعلمات من دون فائدة.