شهدت منطقة المخيمات شمال مدينة الجبيل الصناعية أمس، نشاطاً محموماً، لإصلاح الأضرار التي تسبب فيها إعصار يوم الجمعة الماضي، الذي تسبب في تلفيات كبيرة لحقت بالمخيمات التي شيدها أصحابها، لقضاء أوقاتهم فيها خلال عطلة نهاية الأسبوع في شكل خاص. وجسد فنيو الصيانة من كهربائيين ونجارين وسباكين المثل الشهير"مصائب قوم عند قوم فوائد"، إذ استغلوا الأوضاع وكثرة الطلب عليهم، لرفع أسعارهم بنسبة تفوق الضعفين عما كانت عليه قبل الإعصار، الذي لم يدم سوى ثماني دقائق، كانت كفيلة بتحطيم المخيمات وإتلاف بعضها في شكل كامل. وإذا كان فنيو إصلاح الأطباق اللاقطة يتقاضون قبل الإعصار مئة ريال كأجر لإصلاح الطبق، فإن أسعارهم اليوم، لا تقل عن مئتي ريال. ويقول عبد الرحمن عبدالله صاحب أحد المخيمات المتضررة:"استغلت هذه المحال الأضرار الكبيرة التي لحقت في المخيمات لرفع الأسعار، ويبدو أن الأمر منسق بينهم، إذ أن أسعارهم موحدة"، مضيفاً"أنهم استغلوا آثار الإعصار على هذه المنطقة وما خلفته من تدمير، وحاجة أصحاب المخيمات إلى إصلاح ما تدمر في أسرع وقت ممكن، فرفعوا أسعار كل شيء، ابتداءً من أعمال النجارة والسباكة والكهرباء، وانتهاءً بنصب الخيام وإصلاحها". ويبدو أن حال أبو طلال أصعب من بقية مالكي المخيمات، إذ لم يعد يملك مخيماً، ويقول:"ذهبت إلى منطقة المخيمات بعد زاول الإعصار، لأتفقد الأضرار، لأفاجأ بعدم وجود مخيمي، وقررت إنشاء مخيم جديد، لكنني وجدت استغلالاً من جانب هذه العمالة لم أر له مثيلاً، فكل شيء بضعفي سعره السابق". وكانت مدينة الجبيل الصناعية تعرضت لإعصار يوم الجمعة الماضي، في ظاهرة فريدة تسببت في خسائر في بعض الممتلكات، وبحسب تقارير رصدت الإعصار، فإن العاصفة تحركت من شمال غرب الجبيل الصناعية، في اتجاه الجنوب الشرقي، وكانت بدايتها في تمام الساعة 8.35 دقيقة مساءً، بسرعة وصلت إلى 117 كيلومتراً في الساعة، صاحبها انخفاض شديد في درجة الحرارة، وصل إلى خمس درجات مئوية، ودامت العاصفة بين خمس إلى عشر دقائق، وتزامن ذلك مع هطول أمطار غزيرة، وتساقطت كميات كبيرة من البرد، قبل أن تتجه إلى محافظة الجبيل جنوباً.