أبدى ولي أمر الطالب، الذي قام"بصفع"معلم ابنه في إحدى مدارس الخبر، أسفه"الشديد"على ما بدر منه، مُعترفاً بأن ما قام به"خطأ ونزوة شيطانية"، بيد أنه حمّل الخطأ على المعلم ذاته، بسبب"تصرفات استفزازية وألفاظ سيئة أطلقها عليّ، أججت شحنات الغضب داخلي"، مستنكراً ما أدلى به المعلم في التحقيق معه، من"مُغالطات مكذوبة"، مُبدياً استعداده لمصالحته في"جلسة قبلية كما جرت عليه العادة"، وهو ما رفضه المعلم، مُصراً على نقل الأمر إلى القضاء. وكشف ولي أمر الطالب ناصر عبد الرحمن بريه الشهراني ل"الحياة"تفاصيل واقعة الاعتداء التي حدثت في مقر مدرسة"الأمير نايف الابتدائية والمتوسطة"في إسكان حرس الحدود في الخبر. وقال:"صباح الأربعاء الماضي، اتجهت إلى مدرسة ابني بقصد الاستئذان له واصطحابه من المدرسة، لحضور موعد في عيادة القلب في مستشفى الملك فهد الجامعي، كونه يخضع لمتابعة مستمرة، بعد أن أُجريت له أخيراً جراحة في القلب، وقام وكيل المدرسة بالاستئذان له من المدرس، وبعد قدوم ابني إلى مكتب الوكيل، رجع مرة أخرى لفصله، بعد أن تذكر كتاباً له نسيه مع أحد زملائه، وفجأة، وأنا ما زلت في مكتب الوكيل، سمعت صوتاً عالياً وألفاظاً سيئة تنطلق من أحد المعلمين، ولم يدر في خلدي أن الألفاظ والصوت موجهان إلى ابني، إذ أن معلم المادة يعلم أنني موجود، واستبعدت ذلك من باب الاحترام، ولم أعر الأمر اهتماماً، وبعد لحظات جاء ابني وهو في حال بكاء، معللاً ذلك بأن المدرس ضربه وجره من مؤخرة ثوبه، وقذف به إلى الحائط وطرده من الفصل". وأضاف الأب في روايته للواقعة"اصطحب وكيل المدرسة ابني إلى المعلم، الذي كان فصله قريباً من المكتب، وبعد دقيقتين سمعت أصواتاً عالية، وأحدها يهذي بكلمات نابية جداً، وذهبت لأرى ما يحدث، فإذا بالوكيل والمعلم يتناوشان بالكلام، وسمعت المعلم يقول: هؤلاء ويقصد الطلاب حشرات، ومن دون تربية"، تذكرت في لحظتها حال ابني الصحية، التي لم يراعها، وكذلك عدم مراعاته وجود والده في المكان، وسألته متعجباً، ماذا فعل ابني حتى تضربه؟، وكان حينها فاقداً أعصابه، ويهذي بكلمات غير مفهومة، فقال لي وهو يقترب مني: ماذا ستفعل؟!، فتدخل وكيل المدرسة، محاولاً تهدئته، إلا أنه أخذ بالتمادي في الألفاظ، ووسط غضب مني وانفعال مما رأيتُ، فقمت بصفعه". وإشار إلى أن ذلك"كان خارج الفصل، وليس داخله كما ادعى المعلم"، متسائلاً"هل ما قام به ابني يبرر تصرف المعلم؟"، موضحاً أن ابنه"مريض بالقلب، ويعلم الجميع حالته، وذلك يتطلب التعامل معه في شكل خاص"، مضيفاً"أنا أب، ولي مشاعر، فما رأيته من تصرف نحو ابني، وكذلك العبارات، والتهجم عليه من جانب المعلم، أغضبني، وجعل أعصابي تنفلت". وأكد الشهراني"تلقى اتصالاً من ضابط شرطة بعد خروجه بساعة من المدرسة، يطالبه بالحضور لإكمال إجراءات التحقيق، وأفدته أنني في الأحساء، وكانت الساعة حينها الثانية بعد الظهر، وراجعت الشرطة السبت الماضي، وسجلت أقوالي في محضر التحقيق، وتم احتجازي حتى أحضرت كفيلاً حضورياً، وليس كما أشيع أن الشرطة لم تقم بواجبها كما يجب، ولم تقبض علي"، مضيفاً"حاولت منذ يوم الحادثة جاهداً الوصول إلى المعلم، وتقديم اعتذاري له، ووسطت أشخاصاً آخرين، إلا أن مدير المدرسة أعاق وصولنا إليه، ومنعه من ذلك، وأنا على استعداد تام للجلوس معه في جلسة صلح وفق عاداتنا القبلية، وسيجد ما يسره ويطيب خاطره". ونقلت"الحياة"رواية والد الطالب إلى المعلم المُعتدى عليه، واستفسرت عن تناقض روايته مع ما نقله والد الطالب. فقال:"بيني وبينه الشرع، وليس وسائل الإعلام". وأنهى المكالمة. وتنظر إمارة المنطقة الشرقية حالياً القضية، بعد تلقيها ملفاً عنها من إدارة التربية والتعليم.