إنه طرفة بن العبد الجديد عمره 23 عاماً، ومع ذلك كسب إعجاب الجماهير بأسلوبه السهل الممتنع، وصار بيته القائل : ما عاد فيها ودي وما ودي... الموج خلفي والبحر قدامي مثلاً نردده لأنفسنا كلما وقفنا أمام موقف يستلزم اتخاذ قرار حازم. صاحب الشعر الرجولي الذي أكّد أكثر من مرة أن الغزل آخر اهتماماته، "الحياة"تنشر قصيدته التي وجهها إلى خادم الحرمين والقادة العرب بعد مرور نحو أربع سنوات على محنة العراق. في القصيدة لقطات رائعة وصور حية للمشهد العراقي من لم تغالبه دموعه وهو يسمع : والموت بالمرصاد والرزق للدود أو : وان كان بالتاريخ صورة لبغداد هذي شوارعها عصابات وجنود يا فكري المشغول للشعر ميعاد أنا هنا بيّن على روس الاشهاد تسري بي الأفكار واغيب وانقاد هنا كسبت إعجاب أحبّة وحسّاد ماني بناسي صبح بغداد الامجاد أربع سنين وحزن بغداد يزداد وان كان بالتاريخ صورة لبغداد فيها العباد اجساد وثيابها الحاد في مشهد ٍ ما يوم ما هو بينعاد الموت لو يرضى بشاعات الاحقاد يا خادم البيتين يا ذخر الاسياد يا الحازم العادل ويا الصارم الحّاد لك سيرة امجادٍ قديمات وجداد ولك حكمةٍ ترجم شياطين الاضداد واليا ادلهم الخطب والعزم به باد تشفي غليل اكباد وتفتت اكباد يا سيف الأمة كان للحق ميلاد قدامك المنظر ثلاثي الابعاد على يدك توحيد صف أمة الضاد يا قادة الأمة نبي منكم انجاد شعب ٍ يعيش الغبن ويذل ويباد تنخاكم آهات الثكالى بالاصفاد تنخاكم الآمال واحفاد الاجداد خلك معي ساعات والوقت محدود موجود في الصورة ولا ني بموجود وارحل عن الواقع ولا ودي أعود وهناك لي موطن وتاريخ وحدود اللي حجب شمسه من الظلم بارود ساعاتها والناس وايامها سود هذي شوارعها عصابات وجنود والموت بالمرصاد والرزق للدود ومأساتها من زود في زود في زود أهواله أهوالٍ تخلّي الولد عود يا اللي برايك صامل الراي معقود يا مزبّن المضهود يا الشامخ الطود يفوح منها زاكي المسك والعود ولك هيبةٍ يخضع لها كل نمرود لك وقفةٍ يفرح بها كل مضهود ويحيا بها الحق الذي كان موؤود إن ما انولد من سيف ما هو بمولود مكشوف للعالم ولا هو بمجحود وأنت الأمل لا قالوا الصبر محمود ضاعف علينا وقتنا اغلال وقيود فقير ومشرّد ولاجئ ومفقود وطريق مجد ٍ بالملمات مسدود اللي لها معكم مواجيب وعهود