عزت إدارة مرور المنطقة الشرقية صدور مخالفات مرورية لسيدات، إلى"أخطاء تقع في الحاسب الآلي أثناء إدخال البيانات، ما يجعل المخالفات المرورية تتحول من سائق المركبة إلى مواطنين من الجنسين"، رافضة تحميلها المسؤولية كاملة عن هذه الأخطاء، مشيرة إلى أن قطاعات أخرى تشترك فيها. وسجلت مثل هذه الأخطاء ارتفاعاً خلال السنوات الماضية، على رغم تأكيد إدارة المرور أنها"لم تصبح ظاهرة بعد"، مؤكدة"علاج الأخطاء فور وقوعها". ولا يجد عبدالله الراشد، الذي كان أحد ضحايا هذه الأخطاء، الأمر سهلاً كما تصوره إدارة مرور الشرقية. إذ فوجئ بوجود مخالفة سُرعة، سُجلت باسم زوجته على طريق الهدا في محافظة الطائف قبل نحو عامين، ما أدى إلى تعطيل إصدار جواز سفرها، حتى اضطر إلى دفع قيمة المخالفة، كي يتمكن من قضاء الإجازة برفقة العائلة. وبدأت القصة حين راجع الراشد جوازات الأحساء، لاستخراج جواز سفر جديد لزوجته، إلا أن الجواز لم ينته في المدة المحددة، وامتدت مدة الانتظار أسبوعاً كاملاً، ليحول إلى قسم الملاحظات، الذي سيحدد أسباب تأخير إصدار جواز الزوجة، بحسب ما أشار عليه الموظف. فأعلمه مسؤول الملاحظات بأنه"لا يمكن أن يتم إجراءات استخراج الجواز ما لم تراجع مرور الأحساء، لوجود مخالفة مرورية على زوجتك"، بحسب الراشد، الذي قال:"وقفت حائراً غير مصدق، فزوجتي لا تملك سيارة، ولم تسافر قط من دون مرافقتي لها، فضلاً عن أنها لا تقود سيارة". وبعد محاولات مضنية، أكد الراشد لمرور الأحساء أن"الأمر فيه التباس وخطأ مؤكد"، فتم توجيهه لأن يكتب خطاب احتجاج، ليتم إرساله لمرور الطائف، والنظر في هذه الدعوى، وبعد ضياع الإجازة، وإلغاء السفر، وحرمان الأسرة من التمتع بأيام العطلة خارج المملكة، جاء الرد من مرور الطائف أن المخالفة أسقطت، وأضحى باستطاعته استصدار الجواز". ويقول الراشد متعجباً:"لو سُمح للسيدات بقيادة السيارة، لربما صحت المخالفة، ولو كانت السيارة مسجلة باسم زوجتي، لاحتملت أيضاً حدوث المخالفة، والتي يمكن أن تُسجل من طريق لوحة السيارة، ما يؤكد أن المخالفة سُجلت من طريق رقم السجل المدني، الذي يمكن أن يدخل خطأً في أجهزة الحاسب الآلي بقصد أو من دون قصد". ولا يعد الراشد وزوجته الضحية الوحيدة لأخطاء المخالفات المرورية، إذ شهدت إدارة الأحوال المدنية في الأحساء حادثة مشابهة، لسيدة أخرى، تؤكد ضرورة وجود بدائل لطريقة تسجيل المخالفات المرورية، التي تواجه بالكثير من الانتقادات، لكونها تجرى بطريقة قديمة. فقبل عام، قصد صالح أحمد البحراني إدارة الأحوال المدنية، لاستخراج دفتر عائلة بدل الدفتر القديم الذي انتهى تاريخه، إلا أنه فوجئ بتوجيهه إلى إدارة المرور، لوجود مخالفة مرورية تمنع إكمال الإجراءات. ويقول البحراني:"أنا لا أقود سيارة، بسبب معاناتي من فوبيا ركوب السيارات، واحتملت أن يكون حدث خطأ في إدخال البيانات، إلا أنني صُدمت أن المخالفة لم أكن المتسبب فيها، بل زوجتي، وهو أمر زاد من حيرتي ودهشتي، وحين علمت أن المخالفة سُجلت على أحد طرق مكةالمكرمة السريعة، تضاعف استغرابي، لأن زوجتي لم تصل إلى أبعد من مدينة الدمام فقط". ولا تقتصر أخطاء المخالفات على النساء، إذ طالت المتوفين فقبل سنوات فوجئ أبناء متوفى، بمخالفة على والدهم بعد فترة من وفاته، على رغم عدم امتلاكه سيارة كونه مزارعاً فقيراً. وأوضح مصدر في مرور المنطقة الشرقية ل"الحياة"وجود"أخطاء تقع بسبب أخطاء بشرية أثناء تسجيل بيانات المخالفات في الحاسب الآلي، ما يجعل المخالفات المرورية تتحول من سائق المركبة إلى مواطنين آخرين من الجنسين". وقال:"لا تتحمل إدارة المرور مسؤولية المخالفات جميعها، فيمكن أن تخص قطاع أمن الطرق، إذ تُحرر بعض المخالفات من جانب دورياته". ونفى"أن تكون هذه الأخطاء كثيرة، بحيث تصبح ظاهرة، فهي لم تصل إلى هذا الحد، وإنما حالات قليلة جداً شهدها مرور الشرقية وقام بإنهائها".