أنجزت هيئة المساحة الجيولوجية السعودية أعمال مشروعي الخرائط الجيولوجية الهندسية الخاصة بمنطقة مكةالمكرمة ومدينة ينبع، الهادفة إلى درس الجوانب الجيولوجية الهندسية لهما، مع التركيز على الظواهر الجيولوجية والجيومورفولوجية، واشتملت على درس الخواص الهندسية لأنواع التربة والصخور فيهما. وتلخصت مخرجات المشروع بالنسبة لمنطقة مكةالمكرمة في إنتاج خريطة جيولوجية للمنطقة على مقياس رسم 50.000:1 باستخدام الصور الجوية وصور الأقمار الصناعية، علاوة على درس أنواع الصخور والتربة والتراكيب الموجودة في المنطقة، بغرض تتبع الأماكن التي يمكن اعتبارها مناسبة لأغراض الإنشاء والتعمير، إضافة إلى تقويم أحوال المخاطر الجيولوجية، كتعريف مناطق السيول، ومصادر المياه، ومشكلات ثبات المنحدرات، وتصنيف ووصف الصخور والتربة لإجراء أعمال الخرائط الجيولوجية الهندسية عليها، ورسم خريطة جيولوجية هندسية لأغراض المناطق الحضرية المستقبلية، وتقديم التوصيات والبيانات ذات الصلة والمتعلقة بمشكلات الإنشاءات والبناء. وتعتبر نتائج هذه الدراسات مرجعية معلوماتية فنية، تفيد الكوادر الفنية من مهندسين ومصممين، والجهات ذات العلاقة في عمليات استخدام الأراضي وفي تحديد مواقع البناء والتعمير. أما بالنسبة لمدينة ينبع، والتي تغطي التربة السبخية أجزاءً كبيرة منها، حدد المختصون في الشؤون البلدية العديد من المشكلات الجيوتقنية المتعلقة بوجود السبخة، وبسبب هذه المشكلات إضافة إلى ما لهذه المدينة من أهمية إستراتيجية، اختيرت ضمن برنامج رسم الخرائط الجيولوجية الهندسية للمدن الرئيسة، ويندرج مشروع رسم الخرائط الجيولوجية الهندسية لمدينة ينبع ضمن البرنامج الذي اقترحته الجمعية الدولية للجيولوجيا الهندسية لرسم المعالم الجيولوجية لمدن العالم. وأعدت خريطة جيولوجية لمدينة ينبع بمقياس رسم 1: 100.000 كخريطة أساس للخريطة الجيولوجية الهندسية للمدنية، كما أجريت الاختبارات اللازمة للخصائص الجيوتقنية للوحدات الجيولوجية المختلفة، وأعدت قاعدة بيانات لها، وتمت دراسة وتقويم مصادر المياه ومواد البناء حولها، إضافة إلى دراسة وتقويم المعوقات التي تؤثر على المدينة. وتعتبر الخريطة جيولوجية هندسية سطحية شاملة، توضح تسع وحدات صخرية ورملية جيولوجية هندسية، تضم خصائص جيوتقنية مختلفة، إذ جمعت تقارير من منطقة الدراسة بواسطة شركات متعاقدة عدة لفائدة المشروع، وأدخلت نتائجها في قاعدة البيانات, وأعدت خرائط جيولوجية هندسية تحليلية تحت أرضية مختلفة، ويمكن إعداد المزيد من الخرائط التحليلية بحسب طلب المهندس الباحث أو المخطط، وذلك باستخدام المعلومات الموجودة في قاعدة البيانات. وتلخصت مخرجات المشروع في إنتاج خريطة جيولوجية على مقياس رسم 1:100.000 باستخدام الخرائط الطبوغرافية، والجيمورفولوجية، وصور الأقمار الصناعية، كأساس لإنتاج مثل هذه الخرائط، إضافة إلى درس الخواص الفيزيائية والميكانيكية للتربة والصخور، والتعرف على التباين في الخواص لأعمال الخرائط الجيولوجية الهندسية. كما اشتملت على توظيف قواعد المعلومات وأنظمة المعلومات الجغرافية لرسم الخريطة الجيولوجية الهندسية، وتحديد المخاطر المختلفة التي قد تتعرض لها المدينة، مثل: مخاطر الفيضانات، والسبخات، والزلازل، ودراستها، وتقويم حدة الخطر على المنشآت الحيوية المختلفة، مع رفع التوصيات حول هذا المخاطر المحتملة، ودرس وتقويم الموارد الطبيعية لمواد البناء وأماكن وجود الركام. وتعد هذه الدراسة مدخلاً لدراسات تفصيلية أكثر في المستقبل، كما تعد مدخلاً لوضع الخطوط التوجيهية لتأسيس كود البناء في السعودية.