اعتبر محللون اقتصاديون أن سوق الأسهم تعيش حالياً مرحلة من الاستقرار والنضوج، وهو ما يمهد لدخول سيولة جديدة، سواء للاستثمار أم المضاربة، مشيرين إلى أن التذبذب في الأسعار صعوداً وهبوطاً خلال الجلسة الواحدة هو أمر صحي واختبار لقوة السوق. وقال المحلل الاقتصادي علي المزيد ل?"الحياة"إن مؤشر السوق سجل منذ بداية العام الحالي ارتفاعات جيدة بلغت نحو 20 في المئة منها 16 في المئة في شهر شباط فبراير وحده، والأمر اللافت أن هذه الارتفاعات كانت بطيئة ومتتالية ولا تخلو من عمليات جني أرباح يومية، وباتت السوق مهيأة لجذب سيولة أكبر. ووصف حال التذبذب في المؤشر خلال جلسة التداول اليومية وما يشهده من انخفاضات وارتفاعات بأنها طبيعية، وقال إن"الانخفاضات تحدث بسبب عمليات جنى الأرباح من جانب فئة من المستثمرين والمضاربين الذين ينتهزون فرصة صعود السوق ويقومون بالبيع لجني الأرباح وتحصيلها في حساباتهم، وبالتالي يتسنى لهم شراء كمية أكبر من الأسهم أو تعديل القيمة السعرية بشكل أكثر انخفاضاً، ما هي عليه في المحفظة لتحقيق أكبر ربح ممكن". غير أن المزيد أوضح"أن كثيراً من المتعاملين في السوق ما زالوا يعيشون حال قلق، وتتسم قراراتهم بالحذر، وبعضهم يتخوف من التذبذب الكبير في مؤشر الأسعار في اليوم الواحد". واعتبر أن قلق هؤلاء المتعاملين وحذرهم طبيعيان بعد سنة كاملة من الهبوط القاسي للسوق وفقدان المؤشر أكثر من 60 في المئة من قيمته، إلا أن استقرار السوق فوق 8 آلاف نقطة يفترض أن يطمئن المتداولين في السوق. ورأى المزيد أن"أي هبوط فوق هذا المستوى هو اختبار لقوة وعمق السوق، على عكس ما يتصور البعض أن هذه التذبذبات تعني عدم الثقة في السوق". وأعرب عن اعتقاده بأن توقعات أرباح الشركات في عام 2007 ستقود السوق إلى تحسنها أو على أقل تقدير ثباتها، إذ إن مكررات الربحية الجيدة تعكس قوة السوق في الوقت الحالي، وتبعد شبح الهبوط عن الأذهان، مشيراً إلى انه من غير المعقول أن يغفل المستثمرون المحليون أو الدوليون سوقاً تحتوي على معدلات نمو تعتبر مغرية جداً في الوقت الراهن. وبين أنه ما يزيد التوجه للسوق الخليجي عموماً والسعودي خصوصاً باعتبارها الأكبر والأكثر جاذبية هو أن هذه الأسواق مرت بمرحلة تصحيح، العام الماضي في حين أن الأسواق الأخرى وفي آسيا وفي مقدمها الصين بدأت مع بداية هذا العام حركة تصحيح قوية، وكذلك الأسواق الأوروبية والسوق الأميركية. من جانبه، اعتبر المحلل المالي لشركة البلاد الدولية للاستثمار فهد بن عبدالعزيز الداود، التذبذب في الأسعار صحياً، ويدل على استعداد السوق لبدء مرحلة الصعود بتأسيس قاعدة جيدة، مشيراً إلى أن خروج سيولة كبيرة تقدر بسبعة بلايين ريال خلال تداولات أمس لم تؤثر كثيراً في السوق، حيث أقفلت مرتفعة بأكثر من 36 نقطة وهو أمر مطمئن. وتوقع الداود أن يسعى صناع السوق إلى تثبيتها عند نقطة دعم 8150 نقطة من خلال تغيير المراكز بين الشركات القيادية بحيث تهبط الشركات التي ارتفعت مع بداية انتعاش السوق، وترتفع غيرها، لخلق نوع من التوازن والاطمئنان عند المتداولين.