اطلعت على المقابلة التي نشرتها صحيفتكم في عددها الصادر 16013 في 17 محرم 1428ه، مع عبدالله بن يوسف الجديع، نزيل بريطانيا، وحيث انكم أفردتم له صفحةً كاملةً، وعرضتم له جملةً من آرائه التي خرج بها عن أقوال السلف، وخالف بها أقوال علماء عصره، ونحن نحترم هذه الآراء الخاصة به كما نحترم علمه واجتهاده، إلا أننا نلوم صحيفتكم على اقتصارها على قول واحدٍ في المسألة، على ما فيه من مخالفةٍ وشذوذٍ، وعدم إشارتها إلى شيئ من الردود عليه، كما لم تأخذ الصحيفة برأي غيره من العلماء المعروفين بالتحقيق في علوم الحديث، وكيف يناقشونه في ذلك. وانطلاقاً من مبدأ الرأي والرأي الآخر وبعيداً عن الرفض أو الإقصاء كان عليكم أن تعرضوا الرأي الآخر، وتفردوا له مساحةً موازيةً، ولن يصعب عليكم سؤال أحد أهل العلم والاختصاص المتوافرين والحمدلله، وبذلك تقدمون الحقيقة للقارئ، وتقدمون له المسألة من جميع جوانبها، وتتركون له حرية النظر والاختيار، بعد أن يعرف كل قول وما ينبني عليه أو يعرض له من إشكالات. وننبه إلى أن هذا لا يقلل من مكانة الجديع العلمية أو من جهوده التي تذكر فتشكر، فان له كتباً وبحوثاً قيمةً ورائدةً عند أهل العلم، إضافةً إلى طلابه المميزين في الكويت وغيرها، وأثره عليهم واضح بين. وإن كان كلامي هذا يخالف وجهة نظركم فإنني اؤمل فيكم إلا تقصوني، وان تنشروا كلامي، لعل أن يكون فيه إثراءٌ، واحسب أن كلامي هذا هو رد فعل متزن يحسب لي في التعددية المحمودة. عبد الرحمن بن محمد المسيعد - الرياض