حيا خادم الحرمين الشريفين قادة فلسطين عقب انجازهم اتفاق مكة التاريخي، الذي أنهى المصادمات المسلحة بين حركتي"فتح"و"حماس". وقال في كلمته التي ألقاها في ختام المحادثات بين القيادات الفلسطينية أمس:"بسم الله الرحمن الرحيم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته: إخواني وأحبائي، أحمد الله الذي استجاب الدعاء وحقق الرجاء وجمع هذا الجمع الكريم في رحاب بيته العتيق، ويسّر الوصول إلى اتفاق مشرّف يثلج قلوب الشعب الفلسطيني الشقيق، ويغيظ الأعداء، وأتوجه بالشكر إلى قادة فلسطين، فقد ارتفعوا إلى مستوى المسؤولية، وأثبتوا أنهم جديرون بالثقة وتمكنوا من حقن الدماء، في هذا الاتفاق التاريخي. لقد توصلوا بإذن الله إلى اتفاق سيحافظون عليه بإرادتهم الحرة المستقلة. إخواني وأشقائي الشعب الفلسطيني الأبي، أتمنى وأدعو الله أن يَمنَّ على الشعب الفلسطيني بالفرج من الشدة إلى الرخاء" إلى ذلك، وقع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة"حماس"خالد مشعل، برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وبحضور ولي عهده الامير سلطان بن عبدالعزيز، اتفاقاً شاملاً توصلا اليه الليلة الماضية في مكةالمكرمة ينهي الأزمة الفلسطينية ويسمح بتشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية، وذلك بعد تفاهم الطرفين على الصيغة السياسية التي تنص على"احترام الحكومة قرارات الشرعية الدولية والاتفاقيات التي وقعتها منظمة التحرير الفلسطينية". والقى كل من عباس ومشعل كلمة شكرا فيها خادم الحرمين الشريفين والمملكة العربية السعودية على الجهود التي بذلت لانجاح الاتفاق. وكان عمرو صرح قبل جلسة التوقيع ان الاتفاق ينص على ان يكون ل"حماس"تسعة وزراء و"فتح"ستة وزراء وانه تم الاتفاق على تحديد وزير الداخلية وهو شخصية مستقلة. وقال ان الاعلان سينص على تفعيل التنسيق السياسي بين"فتح"و"حماس"، وذكر ان التزام القادة امام خادم الحرمين الشريفين سيكون الضمانة الاساسية لتنفيذ الاتفاق. وأشار مسؤولون فلسطينيون في تصريحات هاتفية ومباشرة إلى"الحياة"إلى أن الدور السعودي اقتصر على"مساعدتنا في حل بعض المسائل الشائكة وتقديم اقتراحات مهمة للخروج من نقاط الاختناق". وقال خلال أول مؤتمر صحافي ينعقد منذ بدء المحادثات إن"الإخوة السعوديين تعاملوا معنا بكل أريحية وتعاون، وكانوا على استعداد لأن يقدموا أي مشورة، ونحن نعمل في جو مريح لا ضغوط فيه ولا تدخلات خارجية ولا غير ذلك، وبالتالي ما بيننا وبين الإخوة في السعودية هو نوع من المشاورة والتعاطي الإيجابي". واستشهد بقول خادم الحرمين الشريفين:"إذا استطعتم أن تتفقوا في ما بينكم فأنتم أحرار، ونحن سنوفر كل الإمكانات والتسهيلات، لكي تصلوا إلى اتفاق مرض للأطراف كافة". مؤكداً أن المشاركين في المحادثات:"يعملون من منطلق هذه الروح الإيجابية".