إشارة إلى ما نشر في العدد"15999"من صحيفتنا الغراء"الحياة"الصادرة بتاريخ 4 محرم 1428ه، تحت عنوان"في شرب الحليب"، للأستاذ عبدالعزيز السويد في زاويته"أحياناً". لا بد أن الكاتب الكريم يعلم بما لا يدع مجالاً للشك الدلالات التي لا تحصى لمفهوم"اليوم الوطني"الذي تم فيه إرساء دعائم هذا الوطن الكبير على يد المغفور له الملك عبدالعزيز، طيب الله ثراه. كما يعلم بكل تأكيد أن معرفة هذه الدلالات ليست حكراً على مواطن من دون آخر، كما أنه لا يمكن لأحد، كائناً من كان، اختزالها بتعابير يلونها بذاتيته الضيقة. لكن الذي لا يعلمه كاتبنا العزيز، أو أنه يعلمه لكنه يتجافى عنه لغاية في نفس يعقوب، هو أن استخدام عبارة"اليوم الوطني"في فعاليات"الحملة الوطنية لشرب الحليب"، ليس معناه حصراً ما خطر في ذهن الكاتب من حشر لدلالة"الوطنية"في مثل هذه المناسبات رفعاً لدرجة الاهتمام بالمناسبة المعنية، على حد قوله، وإنما المقصود هو أن تكون هذه المناسبة ممارسة سنوية بحجم الوطن وعلى كامل رقعته الجغرافية، وبمشاركة أكبر عدد من جميع شرائحه السكانية، مع أنه ليست هناك غضاضة مطلقاً لو تم ربط هذه الفعالية بما قصده الكاتب الكريم، لأنه لن يختلف اثنان لديهما"حس وطني سليم"في ماهية الأهداف الإيجابية للحملة الوطنية التوعوية لشرب الحليب، كونها ترمي إلى توعية شرائح المجتمع كافة"الذين يمثلون الوطن"بكيفية العناية بصحتهم إرهاصاً لزيادة عطائهم لهذا الوطن الغالي الذي منحهم هويته، وترجمة لقول المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام بأن"المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف... وفي كل خير". وطبعاً لا يخفى على كل ذي عقل حصيف أن التوعية بأنماط السلوك الغذائية هي أحد مصادر القوة التي تهدف إلى إعداد المواطن السليم"جسماً وعقلاً"، بحيث يتمكن عملياً ومسلكياً من أن يكون مواطناً صالحاً ومعطاءً لوطنه... وهذا، لعمرنا، خير وسيلة للاعتزاز بدلالات"اليوم الوطني"وليس حشراً"للوطنية"في غير محلها، كما جاء على لسان الكاتب الكريم، وليس ذاك بخافٍ عليه، سيما وأنه يُعد من فرسان الكلمة ورواد الصحافة في وطن يحتاج لجهود جميع أبنائه المخلصين لرفع رايته عالية خفاقة في جميع محافل العطاء الحضاري والإنساني. وختاماً، تفضلوا بقبول أطيب تحياتنا. الدكتور/ خالد مرغلاني المشرف العام على الإعلام والتوعية الصحية - وزارة الصحة