بعد سكوت دام 14 عاماً ومعاناة شديدة وصعوبة في العلاج، تمكن الشاب مالك عليان الرشيدي 23 عاماً من فتح فمه ثانية بعملية جراحية أنهت عذابه الطويل، نجح في إجرائها فريق طبي من مستشفى الملك فهد في المدينةالمنورة، وأعادوا خلالها فم الرشيدي إلى وضعه الطبيعي. وبدأت معاناة الرشيدي، منذ أن كان طفلاً لا يتجاوز التاسعة من العمر، إثر تعرضه إلى حادثة سير، تسببت في كسر قمة فكه السفلي، ولم يعالج بطريقة صحيحة حينها، ما أدى إلى تفاقم المشكلة والتصاق فكه السفلي بالجمجمة، وتحديداً في منطقة المفصل الفكي الصدغي، الأمر الذي نتج منه إغلاق فم الرشيدي كاملاًً. ومنذ ذلك الحين والرشيدي لا يستطيع تناول الأكل طبيعياً، إلا من خلال حشر بعض الطعام سهل الهضم في جانب من الفم وبلعه من دون مضغ، كما لم يكن يستطيع التحدث بشكل طبيعي، ولم تفلح محاولات أهله في علاجه على رغم تنقلهم بين أكثر من مستشفى، إذ أجريت له ثلاث عمليات جراحية في عدد من المستشفيات الأهلية، وباءت كلها بالفشل. وأوضح المدير العام لمستشفى الملك فهد العام في المدينةالمنورة الدكتور متوكل حجاج ل"الحياة"،"أن الرشيدي عندما حضر إلى مستشفى الملك فهد، كان في حال متردية نفسياً وصحياً، وكنت أنا مشرفاً على حالته، وأجريت له كل الفحوصات اللازمة من الفحص السريري والشعاعي، إضافة إلى التحاليل الطبية اللازمة، واتضح من خلالها وجود التصاق بالمفصل الصدغي الأيسر". واضاف حجاج"شكلنا فريقاً طبياً اختصاصياً فور انتهاء الفحوصات، برئاسة استشاري أول ورئيس قسم جراحة الوجه والفكين الدكتور شهير البريدي، وتحت التخدير العام تمت إزالة الكتلة العظمية المسببة للالتصاق، والتي كانت تزيد الوضع خطورة إذ وُجدت الشعبة الصاعدة من الفك السفلي مع التجويف الصدغي والقوس الوجنية عبارة عن كتلة واحدة وحجم الالتصاق كبيراً جداً". وأكد أن العملية تمت بنجاح،"وأن الرشيدي يستطيع الآن فتح فمه بمقدار 32 ملم، وسيعود إلى حياته الطبيعية بعد نحو أسبوع، كما سيخضع إلى تمارين خاصة لمنع حدوث الالتصاق مرة أخرى". من جهة ثانية، أوضح حجاج أنه"تم في مستشفى الملك فهد بالمدينةالمنورة استئصال ورم يسمى"ميلوبلاستوما"من فك مريض يمني الجنسية يبلغ من العمر 19 عاماً، بعد أن كان يعاني من تورم وألم في الجهة اليسرى من الفك السفلي في منطقة ضرس العقل". وأشار إلى أنه وبعد إجراء الفحوصات وأخذ عينات لإجراء تحليل نسيجي لها، اتضح انه ورم خبيث ينشأ على حساب خلايا السن، ما تسبب في تآكل عظم الفك السفلي. ولفت إلى أنه تم تكوين فريق طبي مختص برئاسة الدكتور البريدي، وجرى استئصال الورم كاملاً تحت التخدير العام، ومن ثم إعادة بناء الفك باستخدام الصفيحة المعدنية المُرممة للفك، ورتق الجرح للحفاظ على شكل ووظيفة الفك. وأعرب المريض عن شكره لجميع أفراد الطاقم الطبي الذي نجح في استئصال الورم الذي سبب له الكثير من الألم، مؤكداً أنه في حال صحية مستقرة.