"مووت، صعب، لا أستطيع استيعاب قواعده، لا أجد في المنزل من يساعدني على استذكار دروسه"، عبارات تتردد بين الطالبات يعبرن من خلالها عن مدى الصعوبة التي يواجهنها عند تعلم مادة اللغة الانكليزية. يرى البعض من طالبات المرحلة المتوسطة أنه على رغم تحديث وزارة التربية والتعليم لمناهج اللغة الانكليزية وتغيير نمط عرض دروسها، إلا أنهم لا يزالون يعانون من وطأة حفظ الكلمات، واستيعاب القواعد، وتمكنهم من نطق العبارات، في حين يرى البعض الآخر أن الأسلوب الحديث المتبع في مناهج اللغة الإنكليزية سهل عليهم مهمة استذكارها. وعلى رغم تباين الطالبات في تقبل اللغة الإنكليزية، إلا أن الأغلبية منهن تضعه على قائمة المواد"مستحيلة الفهم"، وهنا تشير ندى سالم طالبة في الصف الثاني متوسط إلى"أن حصة اللغة الانكليزية لا تعدوا بالنسبة لي سوى طلاسم يصعب عليّ فك رموزها"، كما أضافت زميلتها منى العتيبي"لا أجد في المنزل من يساعدني على الاستذكار، لأن والدتي أمية، وإخوتي لا يزالون في المرحلة الابتدائية، ما اضطرني إلى الرسوب في المادة أكثر من مرة". وتذكر هديل الدوسري في الصف الثالث متوسط"أن ضعف أداء معلمتي في شرح الدرس، وعدم استخدامها وسائل تعليمية، ضاعف من صعوبة المادة لدي"، في حين أوضحت فتحية اليامي طالبة المرحلة الثانوية أن اهتمام ذويها بتنمية اللغة الانكليزية لديها منذ الصغر، من خلال توجيهها إلى مشاهدة البرامج الأجنبية، والاستماع إلى الكثير من الفقرات الانكليزية عبر الراديو، جعلها تتفوق على قريناتها في جميع مهارات اللغة، وتنال الدرجات الكاملة فيها، وأضافت:"استذكاري الدائم للمادة، ومراجعة نطق كلماتها، باستخدام القاموس الإلكتروني، جعلها من أسهل المواد، وأكثرها سلاسة بالنسبة لي". وعن الأسباب التي تجعل من استيعاب اللغة الانكليزية مسألة شائكة، ترى منال عبدالله معلمة لغة انكليزية"أن عدم إدخال هذه المادة في صفوف المرحلة الابتدائية، وتأخر وزارة التربية والتعليم في اعتمادها للصف السادس الابتدائي، من أهم الأسباب التي أعاقت ممارسة الطالبات لها وضخمت من صعوبتها". وأرجعت مشرفة اللغة الإنكليزية سلوى محمد أسباب تدني مستويات الطالبات في اللغة الإنكليزية مناصفة بين الطالبة والمعلمة، وتقول:"تتباين كفاءة واجتهاد المعلمات وحرصهن على شرح الدروس على أكمل وجه، واستخدام الوسائل التعليمية بين معلمة وأخرى، ما يترتب عليه تباين مستوى الطالبات على حسب المعلمة"، وتضيف:"عدم مبالاة الطالبات في استذكار دروسهن أولا بأول، واعتمادهن كلياً على المعلمة زاد من صعوبتها لديهن، إن تأدية الطالبة والمعلمة واجباتهما على أكمل وجه كفيلة بتحقيق الهدف المنشود".