قدر محافظ المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة فهيد بن فهد الشريف، حجم تكاليف إيصال المياه المحلاة إلى منطقة المدينةالمنورة من مدينة ينبع على ساحل البحر الأحمر بأكثر من 6.658 بليون ريال، وذلك من خلال مرحلتين استراتيجيتين، وذلك لتلبية الطلب المتزايد على المياه في تلك المنطقة والقرى والهجر المجاورة لها. وقال الشريف في محاضرة ألقاها في مقر النادي الأدبي في المدينةالمنورة الأسبوع الماضي بعنوان"مراحل التحلية في المدينةالمنورة... قصة التحلية للمدينة المنورة الحاضر والمستقبل"، إنه لمواجهة الطلب المتزايد على المياه ومواكبة التطور والنهضة والتوسع العمراني والنشاط الاقتصادي في المدينةالمنورة تم اعتماد مشروع إنشاء محطة تحلية للمدينة المنورة على ساحل البحر الأحمر في مدينة ينبع البحر، ومد خطوط الأنابيب لنقل المياه من الساحل إلى المدينة، إذ بدأ إنتاج هذه المحطة لتغذية المدينةالمنورة، إضافة إلى مدينة ينبع البحر في عام1981. وأشار إلى ان المحطة عبارة عن محطة مزدوجة الغرض، أي لإنتاج المياه المحلاة وإنتاج الطاقة الكهربائية، وتبلغ طاقتها الإنتاجية المركبة أكثر من 108 آلاف متر مكعب من المياه في اليوم، إضافة إلى طاقة كهربائية مركبة قدرها 357 ميغا واط، وتبلغ طاقتها التصديرية التصميمية 95 ألف متر مكعب من المياه. وبين إلى انه إضافة إلى محطة التحلية والقوى الكهربائية، هناك خط أنابيب نقل المياه إلى المدينةالمنورة بطول 175 كيلومتراً وخط أنابيب ينبع بطول 51 كيلومتراً، وخزاني مياه بسعة 20 ألف متر مكعب لكل خزان، إذ بلغت التكاليف الإجمالية لهذه المرحلة أكثر من 1.886 بليون ريال. ولفت الشريف إلى انه لازدياد الحاجة للمياه العذبة تم إنشاء محطة تحلية وقوى كهربائية المرحلة الثانية على ساحل البحر الأحمر، بجوار المرحلة الأولى لتغذية المدينةالمنورةوينبع البحر وينبع النخل والقرى والهجر التي تمر بها خطوط الأنابيب حتى المدينةالمنورة، إذ تتكون المرحلة الثانية من محطتي تحلية بتقنيتين مختلفتين، الأولى بتقنية التبخير الوميضي متعدد المراحل بطاقة إنتاجية مركبة أكثر من 144 ألف متر مكعب من المياه يومياً، وطاقة كهربائية تقدر بنحو 150 ميغا واط، وتبلغ طاقتها التصديرية التصميمية أكثر من 120 ألف متر مكعب من المياه، أما المحطة الثانية فتعمل بتقنية التناضح العكسي وتبلغ طاقتها الإنتاجية المركبة أكثر من 128 ألف متر مكعب من المياه يومياً، وتبلغ طاقتها التصديرية التصميمية أكثر من 106 آلاف متر مكعب من المياه يومياً، وتعتبر هذه المحطة بهذه التقنية اكبر محطة تحلية في العالم في حينه، كما تشمل المرحلة الثانية خطوط أنابيب نقل المياه إلى المدينةالمنورة بطول 176 كيلومتراً، وخط أنابيب ينبع بطول 51 كيلومتراً وخط الساحل بطول 70 كيلومتراً وخط المليليح بطول 68 كيلومتراً، كما تشمل 20 خزاناً لتخزين المياه، منها 10 خزانات في المفرحات، إذ تبلغ تكاليف هذه المرحلة أكثر من 4.772 بليون ريال. وذكر ان مجموع الطاقة الإنتاجية المركبة من المياه المحلاة من محطات تحلية ينبعوالمدينةالمنورة للمرحلتين أكثر من 380 ألف متر مكعب من المياه يومياً، والمصدر منها 321 ألف متر مكعب لتغذية المدينةالمنورةوالينبعين وعدد من المدن والقرى مثل العيص، بدر، الفقرة، الفريش، المسيجيد، المندسة، المليليح، الخيف، المفرق، الواسطة، الرايس وغيرها، كما يبلغ إجمالي إنتاج المحطة من القوى الكهربائية نحو 500 ميغا واط. وكشف الشريف عن توجيه خادم الحرمين الشريفين رئيس المجلس الاقتصادي الأعلى الملك عبدالله بن عبدالعزيز، بإنشاء المرحلة الثالثة لمحطات تحلية المياه والطاقة الكهربائية في المدينةالمنورة بطاقة إجمالية تصل إلى 400 ألف متر مكعب من المياه يومياً، وتم اعتماد هذا المشروع ضمن المشاريع التي يشارك القطاع الخاص في إنشائها من مشاريع التنمية على أسلوب البناء والتشغيل والتمليك، كما تم اعتماد نظام نقل المياه المحلاة لهذه المرحلة الثالثة من محطة تحلية المياه المالحة في ينبعوالمدينةالمنورة في موازنة المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة للعام المالي 1427-1428ه. ولفت إلى ان هذا المشروع باكورة مشاريع المؤسسة، وسيتم تخصيصه وفق برنامج التخصيص المرفوع لمجلس الاقتصادي الأعلى لاعتماده، والمقرر البدء في تنفيذه قريباً، والذي سيشمل كذلك طاقة كهربائية بقدرة 1600 ميغا واط لضخها على شبكة الشركة السعودية للكهرباء.