وجدت المرأة طريقها في الشأن الرياضي في شتى المجالات، وجدناها وزيرة ووجدناها رئيسة اتحاد ووجدناها في لجان تنفيذية، وأصبحت ذات أثر في المسيرة الرياضية العالمية، ويوماً بعد يوم تزداد مساحة الحضور النسائي في الكون الرياضي. وللإعلام الرياضي نصيبه من الحضور النسائي المتنامي عاماً بعد عام، وفي عالمنا العربي ما زال ذلك الوجود في بداياته، ولم تبرز مذيعة رياضية إلا مذيعة قناة الجزيرة سماتي، التي تفوقت على زملائها الرجال في القناة، أما بقية القنوات فما زال الحضور النسائي فيها مجرد حضور للحضور فقط، حتى القناة"الرياضية"السعودية منحت إحدى المذيعات الفرصة للظهور ولكن أظنها تجربة لم تنجح ولم تنضج بعد، واقتصر الحضور النسائي في القنوات الفضائية الرياضية على تقديم الأخبار، وتغطية الأحداث والحوارات هنا وهناك. أما الاستوديو التحليلي فلا تزال أبوابه موصدة في وجوه النساء، ولا أدري هل هو الخوف من قلة الثقافة أم الخوف من الشد والجذب الذي ننأى بالمرأة عنه أحياناً. في الدوري الإيطالي، الذي يدير الاستوديو التحليلي في قناة"r.a"مذيعة، وتمنح إطلالتها وتعليقاتها حماسة منقطعة النظير، وتجعل الضيوف في أجمل حالاتهم، تمتص انفعالاتهم وتجعل الابتسامة سيد الجلسة. أتخيل لو أن الأستوديو التحليلي لبعض مبارياتنا المحلية تديره امرأة، ماذا سنمنح المشاهدين حينها؟ أشعر أن المرأة عندما تقود فريقاً، يلتزم أفراد الفريق بالموضوعية، ويحرص كل ضيف على أن يخرج في أجمل صورة، في صحافتنا هناك مساحة للقلم النسائي، وعادة تكون هذه المساحة في إطار المقالة فقط، ولا أدري لماذا لا نرى تحليل مباراة بقلم امرأة؟ من يسمع لتحليل بعض النساء لبعض المباريات وقراءتهن لأحداث المرأة، يجد أنهن في"الفورمة"وفي كامل لياقتهن. هل سيأتي يوم نرى المرأة وهي تمارس التعليق الرياضي؟ أظن أن صوتها سيجعل المتابعين يشاهدون مباراة أخرى، وحينها تخسر المباراة الحقيقية المنافسة. لا أذكر يوماً أنني سمعت امرأة تعلق على مباراة كرة قدم بالذات, حتى في العالم الغربي، الذي منح المرأة كل شيء، نجده ما زال متردداً في تقديم صوت نسائي للتعليق على مباراة كرة قدم. ليس شرطاً أن توجد المرأة في كل مكان، وليست العملية ركضاً في كل اتجاه، ولكنها أسئلة تتناثر هنا وهناك فحواها: لماذا لا نجد المرأة هنا؟