الجميع متفقون على أن المنتخب السعودي الأولمبي خسر فرصة مواتية للوصول إلى أولمبياد بكين، على رغم أنه لامس مشارفها إلى حد بعيد، وكان بينه وبين التأهل"هدف واحد"كان كفيلاً بنقله إلى"الأولمبياد"، لكن في الوقت ذاته ومع أن"الأولمبي"لم يوفق في تحقيق ما كان الجميع يطمح إليه ويؤمله، إلا أن الكل يتفق على أن المكاسب كانت كبيرة، وبالذات على صعيد المواهب الذين قدمهم المنتخب الأولمبي على طبق من ذهب لتشق طريقها إلى عالم"النجومية". ولا شك أنه من العدل والإنصاف أن نشيد بعطاء اللاعبين في المباريات الثلاث الأخيرة أمام كل من فيتنام وقطر وحتى اليابان، وبجهازهم الفني الذي كان يقوده المدرب الوطني القدير ناصر الجوهر، وبقية أعضاء الجهاز الفني، والجهاز الإداري. ولو أن المباراة الأخيرة، الفاصلة والمفصلية، كانت أمام منتخب آخر غير اليابان، لما ذهبت بطاقة التأهل لغير المنتخب السعودي، ولو أن الكرة أنصفت، لمنحت الأخضر الأولمبي هذه البطاقة مناصفة مع اليابانيين، غير أن نظام البطولة لم يكن ليسمح بذلك. وإنصافاً للمجموعة المثالية، والتوليفة التي اختارها الجوهر، فإن هناك أسماء كثيرة مميزة تستحق الإشادة، وعندما نعدد الأسماء يكفي أن نقول وليد عبدالله وماجد العمري وأحمد الفريدي، قبل أن نسبغ عليهم ألقاباً مثل المتألق والأنيق والموهوب، فهؤلاء وغيرهم مؤهلون ليكونوا أعمدة المستقبل للمنتخب السعودي الأول. وعندما نعود إلى الوراء قليلاً، فإنه وفي الضفة الأخرى من القارة الآسيوية وبالتحديد في اليابان، كانت الصحافة اليابانية تشيد بالمنتخب السعودي الشاب، وترفع له القبعات إعجاباً بأداء لاعبيه ومستوياتهم، وفي المقابل كانت سياط"النقد"اللاذع هي التي واجهتهم في الضفة المقابلة. المديح الياباني للمنتخب السعودي الأولمبي لم يأت من باب"المجاملة"أو تحت مظلة"الديبلوماسية"، فالمؤشرات ووقائع المباراة كانت كفيلة بإجبار الآخرين على التصفيق ل"الأخضر الأولمبي"، فعلى رغم تأهل اليابان إلى"الأولمبياد"إلا أن منتخب"الساموراي"الشاب عجز عن تحقيق الفوز على المنتخب السعودي في المباراتين اللتين جمعتهما ذهاباً وإياباً بل إن كفة ميزان المباراة الأولى كانت تميل للجهة"الخضراء"بلا منازع، على رغم معادلات الأرض والجمهور والرحلة الطويلة التي قضى فيها اللاعبون 12 ساعة، ولقطة الفرصة الثمينة التي استدلت بها"الصحافة اليابانية"على التفوق السعودي كانت كافية عن الكثير من"التحليل والتمحيص". أخيراً، السنوات القليلة المقبلة ستكشف وجهاً جديداً للكرة السعودية بدأت ملامحه تتشكل منذ الآن، ولا نقول ل"نجوم الأولمبي"إلا شكراً وننتظركم في عام 2010 .