دخلت جهات أمنية وتربوية وحقوقية، على خط قضية تعرض طالب في المرحلة الابتدائية لضرب"مُبرِّح"من جانب رجل أمن، في إحدى مدارس مدينة صفوى في محافظة القطيف نهاية الأسبوع الماضي. وفيما أوضح الناطق الإعلامي في شرطة المنطقة الشرقية العقيد يوسف القحطاني، أن"شرطة صفوى تحقق حالياً، في الحادثة، بعد شكوى تقدم بها المعلم ضد الطالب وزميل له، بالعبث في سيارته، وسرقة نظارة منها بقيمة 800 ريال ومحفظة شخصية، بعد تكسير زجاج السيارة نهاية الأسبوع الماضي". رفع والد الطفل عبد العزيز يوسف الزعبي يدرس في الصف السادس الابتدائي، شكاوى إلى كل من إمارة المنطقة الشرقية، وشرطة صفوى والإدارة العامة للتربية والتعليم بنين في المنطقة، وفرع الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان. وتعود تفاصيل الحادثة، بحسب ما نقل والد الطالب الزعبي، إلى"اتهام معلم في المدرسة المتوسطة، تجاور المدرسة الابتدائية التي يدرس فيها عبد العزيز، ابني وزميل له في المدرسة ذاتها، بالعبث في سيارته، واستعان المعلم بشقيقه رجل الأمن، الذي حضر إلى المدرسة في اليوم التالي، بزيه الرسمي، وطالب مدير المدرسة بإحضار الطالب الزعبي، وانهال عليه ضرباً بالخيزرانة، على مرأى من المدير ووكيل المدرسة ومساعده". وأضاف الزعبي"المعلم شاهد طلاباً يعبثون في سيارته، وكان ابني يقف قريباً من السيارة، ولكنني متأكد أنه لم يشارك في ما قاموا به من عبث، وفرّ الطلاب فور رؤيتهم المعلم قادماً من بعيد، وبقي ابني يتطلع إلى ما يحدث، فقبض عليه المعلم وضربه، وهدده بالفصل، وفي اليوم التالي، جاء المعلم ومعه أخوه، وبدأ ضرب الطفل من دون شفقة، وأنا لم أعلم بذلك إلا بعد أن أخبرتني عائلتي بأن عبد العزيز في حالة صعبة، ويجب نقله إلى المستشفى، ما اضطرني إلى مغادرة موقع عملي، والتوجه إلى أقرب مستوصف في مدينة صفوى، وحصل الطفل على علاج فوري للكدمات الناتجة عن رضوض متعددة، منها كدمات على الساق اليسرى، وأخرى تحت لوح الكتف الأيسر، وثالثة خلف الأذن اليسرى، وكدمة أعلى الخد الأيسر خلف العين". ورفع والد الطفل التقرير الطبي، الذي حصلت"الحياة"على نسخة منه، مع شكوى إلى فرع الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان في المنطقة الشرقية، التي اتصلت بالإدارة العامة للتربية والتعليم بنين، والجهات الأمنية، لمتابعة القضية. فيما اعتبرت جهات إرشادية تربوية، بدأت في متابعة القضية، أنه"مهما كان جرم الطفل، فلا يحق للمعلم، الاستعانة بقوة خارجية، فهذا مخالف لقواعد تنظيم السلوك والمواظبة، إذ عليه رفعها إلى إدارة المدرسة، التي قد ترفعها إلى الجهات الأمنية في حال ارتأت ذلك، وبالتنسيق مع الإدارة العامة للتربية والتعليم". كما وجه والد الطفل خطاباً آخر إلى إمارة المنطقة الشرقية، شرح فيه"ما تعرض له الطفل من ضرب، والوضع النفسي والصحي الصعب الذي يمر به، جراء ما تعرض له من ضرب وإهانات في مكان يُفترض لتلقي العلم"، مشيراً إلى"سلبية الهيئة الإدارية في المدرسة في التعامل مع ما حدث، وعدم قيامها باستدعاء ولي أمر الطالب، لمعالجة القضية، في حال ثبت فعلاً أن ابني شارك في الاعتداء على سيارة المعلم". واعتبر أحد أعضاء الهيئة التدريسية في المدرسة الحال التي تعرض إليها الطفل ب"المسيئة جداً للمؤسسات التربوية كافة"، مضيفاً"قد يكون الطفل ارتكب خطأً، لكن لا ينبغي أن يُعاقب بهذه الطريقة، إذ يمكن معالجة الأمر داخل أسوار المدرسة، أو رفعها إلى الشرطة، وإحالة الطفلين إلى دار الملاحظة، إذا استدعى الأمر ذلك".