أكد السفير الروماني في الرياض الدكتور جون دوبريسي، أن انضمام بلاده للاتحاد الأوروبي يوم الاثنين الماضي الموافق مستهل العام الميلادي الجديد 2007، ستنعش علاقاتها الاقتصادية مع الدول الخليجية والمملكة على وجه الخصوص، داعياً رجال الأعمال السعوديين لاكتشاف الفرص الاقتصادية المتوافرة في بلاده بكثرة. وقال دوبريسي ل"الحياة"إن"موقع رومانيا المتوسط بين أوروبا والعالم العربي سيجعلها موضع اهتمام الجانبين العربي والأوروبي، لتكون مركزاً لالتقاء المستثمرين من الطرفين، وطريقاً ممهداً للبضائع المتبادلة بينهما، بما يجعلها مركزاً مالياً جاذباً للمصارف والمؤسسات المالية العربية والأوروبية". وأضاف دوبريسي أن بلاده"مازالت تملك مقومات ممتازة للاستثمار الأجنبي"، داعياً رجال الأعمال السعوديين لزيارة بلاده واكتشاف هذه الفرص، خصوصاً في مجال الزراعة التي تمثل 30 في المئة من ناتج رومانيا الإجمالي، ومجالات السياحة العلاجية، وصناعة البتروكيماويات والتكرير، إذ تملك بلاده خبرة كبيرة في المجال، وتضم أول مصفاة تكرير في العالم أنشئت منذ 200 سنة تقريباً". ويحمّل السفير دوبريسي بلاده مسؤولية عدم التعريف بفرصها الاستثمارية، ويقول انه"على رغم أن العلاقات الديبلوماسية بين المملكة ورومانيا بدأت منذ عام 1995، وتوجت بافتتاح سفارة بوخارست في الرياض عام 1996، وفتح سفارة المملكة في بلاده عام 2002، الا ان حجم التبادل التجاري والاستثماري بين البلدين ما زال ضئيلاً جداً لا يتجاوز 200 مليون دولار سنوياً"، معرباً عن أمله في ان تتاح للمستثمرين في البلدين فرصة اللقاءات المشتركة والإسهام في مشاريع متبادلة، معتبراً التأخر في تقوية هذا الجانب يعود بالدرجة الأولى الي تركيز بلاده بعد نهاية الحكم الشيوعي فيها على ترتيب اقتصادها، والتركيز على تقوية علاقاتها مع الجيران الأوروبيين. وزاد دوبريسي انه"سيبحث مع وزارة التعليم العالي في المملكة فرصة إتاحة الفرصة للطلاب السعوديين للالتحاق بجامعات بلاده العريقة، التي لم تتغير كلفة الدراسة فيها منذ عشرين عاماً، ولا تزال من اقل الجامعات العالمية كلفة وأكثرها جودة"، ويتمنى دوبريسي أن تحصل شركات من بلاده على فرص استثمارية في المملكة، خصوصاً في مجالات النفط والغاز، إذ تمتلك بلاده خبرات ممتازة في هذا الشأن، وتأتي في المرتبة الثالثة عالمياً في مجال صناعة معدات استخراج النفط والصناعات البتروكيماوية". ويرى دوبريسي أن بلاده تسعى حالياً لبحث شراكة مع السعودية في مجالات المعلوماتية التي تتميز بها بلاده، إضافة الى المشاركة في مشاريع السكك الحديد التي تحتاجها المملكة حالياً، وفي مشاريع بناء السفن التي تتفوق فيها بلاده". ويرى السفير دوبريسي أن بلاده بموقعها المتوسط بين العالم العربي وأوروبا ستكون"سويسراالشرقية"، متمنياً أن تسعى البنوك السعودية لإيجاد فروع لها في بلاده التي تعتبر بوابة السعوديين إلى أوروبا. وعن أهم الصادرات الرومانية الى المملكة يقول دوبريسي انها"اللحوم والاجبان، والخشب، والملابس والمواد الكهربائية، في حين تتمثل أهم الصادرات السعودية إلى بلاده في النفط والمواد البتروكيماوية والتمور"، وختم دوبريسي، الذي حملت بلاده اضافة الى بلغاريا الرقمين 26 و27 في منظومة الاتحاد الاوروبي، ان"الانضمام الي الاتحاد الاوروبي سيجعل بلاده وجهة جديدة للسياح العرب والسعوديين، لاكتشاف الطبيعة البكر لبلاده والاستفادة مما توفره بلاده من السياحة العلاجية، التي تجعلها في مقدم الدول العالمية في هذا المجال".