مع انطلاق"المؤتمر الدولي الأول لآلية التنمية النظيفة"، أمس في الرياض، الذي يصب اهتمامه حول استحداث طرق لتحويل الغازات الضارة المنبعثة من المصانع ومحطات تنقية المياه، وإنتاج الطاقة الكهربائية، حذر فيه باحث سعودي من تدهور بيئي قد يحدث على مستوى البلاد. وكشف الخبير البيئي، أستاذ العلوم الصحية الدكتور خليل الثقفي، أن"هذه الظاهرة دولية وتأثيرها لن يكون في السعودية فقط بل سيعم كل الكرة الأرضية، وسيتسبب في ذوبان الجليد وتصحر كثير من المناطق على مستوى العالم". وأفاد الثقفي، الذي يشغل منصب وكيل الكلية الصحية في جدة، أن"منسوب المياه سيزداد وستكون هناك مناطق في العالم مهددة بالغرق، مثل جدة وهولندا وخليج البنغال والعقبة، فالارتفاع المتوقع قد يصل إلى درجة ونصف"سليزيوس"وهذه تكفي لإذابة الجليد، وهذا مؤشر غير مطمئن". وأشار الثقفي إلى، أن"الأرقام المسجلة حتى الآن والتي قام بها علماء، تفاوتت بين 52 و55 درجة حرارة مئوية في مناطق الشمال الشرقي للسعودية، في الظل وليس خارجه، وهي أقصى درجات الحرارة على مدار السنة المدونة". ورأى الخبير البيئي الذي يشارك في أبحاث مشابهة أن"تحرك المملكة في هذا الوقت لتنظيم مؤتمر دولي يهتم بالتنمية النظيفة تشكر عليه، ويجب على باقي الدول تنفيذ خطوات مشابهة، فالوقت مناسب لوضع حلول تسهم في كبح جماح اتساع دائرة الاحتباس الحراري، وهذا ممكن في ظل وجود حلول جديدة". وتعرف ظاهرة الاحتباس الحراري Global Warming على أنها الزيادة التدريجية في درجة حرارة أدنى طبقات الغلاف الجوي المحيط بالأرض، نتيجة لزيادة انبعاث غازات الصوبة الخضراء greenhouse gases منذ بداية الثورة الصناعية. وغازات الصوبة الخضراء هي التي يتكون معظمها من بخار الماء، وثاني أكسيد الكربون، والميثان، وأكسيد النيتروز والأوزون هي غازات طبيعية تلعب دورًا مهمًا في تدفئة سطح الأرض حتى يمكن الحياة عليه، فمن دونها قد تصل درجة حرارة سطح الأرض ما بين 19 درجة و15 درجة"سلزيوس"تحت الصفر. وتسهم تلك الغازات في امتصاص جزء من الأشعة تحت الحمراء التي تنبعث من سطح الأرض كانعكاس للأشعة الساقطة على سطح الأرض من الشمس، وتحتفظ بها في الغلاف الجوي للأرض، لتحافظ على درجة حرارة الأرض في معدلها الطبيعي. ونتيجة للتطور الصناعي ازدادت غازات الصوبة الخضراء بكميات كبيرة تفوق ما يحتاجه الغلاف الجوي للحفاظ على درجة حرارة الأرض، وبالتالي أدى وجود تلك الكميات الإضافية من تلك الغازات إلى الاحتفاظ بكمية أكبر من الحرارة في الغلاف الجوي، ونتيجة لذلك ارتفعت درجة حرارة سطح الأرض.