ما العادات السيئة الأكثر شيوعاً في المجتمع السعودي؟ تفاجأت كثيراً لأن المدرب اختارني من بين 22 متدرباً، يمثلون سبع دول عربية، وطرح علي هذا السؤال، لتكون إجابتي مسك الختام... كما يعتقد هو طبعاً. حدث ذلك قبل اسابيع عدة، اثناء حضوري دورة"العادات السبع لأكثر الناس فاعلية"، وذلك لمدة خمسة ايام في دولة خليجية مجاورة. وكما هو معروف، فإن هذا البرنامج - العادات السبع - يعتبر من أهم الطرق الفاعلة لإحداث تغييرات ايجابية، لمن لديه الارادة في ان يكون فاعلاً وناجحاً في حياته. لم أكن مستعداً لهذا السؤال، كما انني لم اكن املك الوقت الكافي للتفكير، هذا إضافة الى نظرات الزملاء التي تنتظر مني بعض الإجابات التي يريدونها، او على الاقل يعتقدونها. وقفت متسلحاً ببعض شجاعتي - وتعودي - على اجترار الكلام قرابة العقدين من الزمن، قضيتهما - وما زلت - في"سرك"التعليم، آسف... أقصد طبعاً"سلك"التعليم. ذكرت سبع عادات سيئة هي الاكثر شيوعاً في السعودية، كما تراءت لي في تلك اللحظات العصيبة. وها أنا أوردها كما هي من دون تغيير، لانها خرجت مني بعفوية وتلقائية، ومن دون ادنى تفكير. العادة الاولى: الزواج من الاقارب او من القبيلة فقط. ولعل المشكلات الصحية والاجتماعية الناتجة من ذلك لا يمكن تجاهلها. العادة الثانية: السهر حتى الصباح. وهي عادة تكاد تصيب كل شرائح المجتمع السعودي، إذ لم يسلم منها الموظفون والرياضيون والطلاب، بل حتى كل افراد العائلة. العادة الثالثة: ان تخصص المقاعد الخلفية للامهات والاخوات، بينما"ينشكح"الابن او الاخ في المقعد الامامي، حتى وان لم يتجاوز الاعوام السبعة. العادة الرابعة: التأخر في كل شيء تقريباً. فنحن نتأخر في مواعيدنا، وفي سداد ديوننا، ونتأخر عن العمل. العادة الخامسة: السرعة في معظم جوانب حياتنا. نحن نأكل بسرعة وكأننا في سباق. نقود سياراتنا بسرعة جنونية. نتكلم بسرعة تضاهي مقدمي نشرات الاخبار، على رغم اننا لا نتكلم في ما ينفع. العادة السادسة: اعتبار اسم المرأة سراً من الاسرار، التي لا يجوز البوح بها حتى للاقارب او الاصدقاء. ولعل حلقة"طاش ما طاش"التي تناولت هذه العادة، توضح مدى تغلغل هذه العادة السيئة في مجتمعنا. فقد أصيب الابن المعلم بالجنون لان احد اصحابه عرف اسم أمه العجوز. العادة السابعة: عادة الاتصال على برامج المنوعات والاغاني وغير ذلك... فأكثر من 85 في المئة هي نسبة الاتصالات القادمة من"الاراضي"السعودية على تلك البرامج، التي اقل ما يقال عنها أنها هابطة ورخيصة. تلك النسبة وفقاً لدراسة علمية من إحدى المؤسسات الاعلامية السعودية. هذا غيض من فيض، والعادات السيئة في مجتمعنا لا حصر لها، ولكن يبدو ان ثمة عادة اخرى هي الأسوأ والاخطر، بل هي - كما اعتقد - السبب في تفشي معظم العادات السيئة في مجتمعنا، الا وهي عادة"كله تمام يا...". [email protected]