هذا النص من أروع النصوص العامية في الشعر السعودي، تجاوز حكاية اللهجة ليحلّق في أرقى وأروع عوالم الشعر، حتى انه يطرح سؤالاً مربكًا حول مسمى الشعر العامي العمودي، فهذا النص لا يمت للشعر النبطي بصلة، لا من بعيد ولا من قريب، فلغته وصوره ومفرداته وأجواؤه جديدة ومختلفة تماماً عما اعتدناه في القصيدة العامية ذات القالب التقليدي، حتى الوزن والقافية هنا تشعر نفسياً أنهما غير موجودين. النص موجه من الشاعر لصديقه الكاتب والفنان المبدع صالح القرني. طار الورق صاروا محبينك أغراب ما عاد لأعشاشك عصافير وغصون وإحساسك اللي فاشتعال السهر ذاب كانت شوارد تشربه عشب ومزون وكنت السنابل والاسامي والأصحاب وكنت الجنون العاقل ف"عقل"مجنون وعطر الرسايل وارتعاشات الأهداب و همس الهديل ف"شرفة"اللي يحبون تزرع بيادر وحدتك ناس وأحباب وتقطف بوادر طيبتك جمر وطعون في غيبتك تنعس شبابيك وأبواب ويموت شمع بسيرة العشق مفتون وفي صلح أمل دنقل وأناشيد سيّاب يسكنك هم وكنت بالْهَم مسكون قلت أكتبك قبل العناوين تنساب وقبل المدينة تسكنك هم وعيون صالح وينبت ضحك وأطفال والعاب وطيش وغنا فيروز مش هيك بتكون صالح ويتشجر ورق توت وأعناب ويلذ في غصن الحكايات ليمون صالح وتتصالح مسافات وتراب وأغراب في محراب نزفك يصلون قلت أكتبك صار الورق عطر وثياب والروح ترقص عارية في دفا اللون وصار القلم عصفور وكفوفي أعشاب وأصابعي طارت فراشات في الكون وتسنبلت في غيمة الحرف الأسباب واثمر على بال الورق غصن زيتون قلت اكتبك لا صاروا أحبابك أغراب وطارت من أيامك عصافير وغصون