بعد فرحة أم عبدالله بمولودها الأول ورسمها أحلاماً كثيرة بقدومه وعقدها آمالاً كبيرة بأن يصبح سنداً لوالده وخليفة له في البيت وذخراً لها بعد الله سبحانه، وبعد أن رزقها الله خمسة أولاد وثلاث بنات قبض الله أبا عبدالله إليه. بعد مدة من الزمن لاحظت الأم المفجوعة في زوجها تغيراً في تصرفات عبدالله مع إخوانه وأخواته. تتنهد أم عبدالله وهي تكفكف دمعها وتروي معاناتها مع أولادها المدمنين الذين تصف حالتهم بأنها لا تسر عدواً ولا صديقاً، مؤكدة بأنها اكتشفت أن أكبر أبنائها عبدالله الذي يناهز الثلاثين من العمر مدمن على استنشاق الغراء الباتكس. وتضيف:"المصيبة الأكبر أنه متزوج وله ثلاثة أبناء وبنت، وفي الآونة الأخيرة أصبح عدوانياً بشكل كبير مع بقية إخوته. استدانت أم عبدالله مبالغ كبيرة من المال تتجاوز 150 ألف ريال بغرض تزويج أبنائها، وهي لا تملك سوى معاش تقاعد زوجها الذي يتجاوز الألف بقليل، وهو مبلغ لا يكاد يفي بمتطلبات الأسرة الكبيرة، فأصبحوا حملاً إضافياً على الأم المسكينة بعد ترك وظائفهم، والكبير منهم أودع في مستشفى الأمل لعلاج الإدمان. وبعد مرور السنين وغياب الرقابة العائلية أصبح جميع الأولاد في الأسرة مدمنين، بل أصبح أحدهم لا يتورع عن طلب المبالغ المالية الكبيرة من أمه المسكينة التي أعيتها ظروف الحياة، وإذا رفضت فإن الحل هو بيع قطعة أثاث أو بعض المواد الغذائية التي يتبرع بها فاعلو الخير. وتشير أم عبدالله إلى أنها تخاف كثيراً من تطور حالتهم من التلفظ بالكلام الفاحش عليها وعلى أخواتهم إلى التحرش الجنسي. وتطالب أم عبدالله التي سئمت الصبر، الجهات الرسمية بالقبض على أبنائها المدمنين وإيداعهم مستشفى الأمل للعلاج، وإبعاد أحدهم الذي فسدت أخلاقه على رغم دخوله السجن سابقاً. وتشير إحدى بنات أم عبدالله إلى أنهن اضطررن إلى تغيير الأبواب من الخشب إلى الحديد، بعد أن كسر أحد أشقائها الباب بالساطور في لحظة تعاطيه المخدرات، مضيفة:"حتى الأبواب الجديدة الحديدية فسدت بسبب أشقائي المدمنين الذين يحدثون في كل يوم ضجة كبيرة بسبب وقوعهم تحت تأثير المخدرات".