لن يجد القادم إلى مدينة جدة بدافع العمل أو السياحة، صعوبة في تحديد موقعه لأحد أصدقائه أو أقربائه الموجودين في عروس البحر، خصوصاً إذا كان موقعه بالقرب من إحدى البنايات المشهورة في المدينة مثل: بناية لا إله إلا الله، أو الملكة، أو العمارة الزرقاء، أو بناية نورا. فهذه"البنايات"التي مر على إنشاء بعضها أكثر من 60 عاماً، تعد الآن من أهم المواقع التي تتميز بها محافظة جدة، مع منطقة الكورنيش، والمدينة التاريخية، إضافة إلى عدد من الشوارع الرئيسة كشارعي التحلية، وفلسطين، وغيرهما من المعالم التي يعرفها زوار العروس قبل سكانها. وعلى رغم تأثر هذه"البنايات"بالعوامل الطبيعية لمرور فترات طويلة على إنشائها، وظهور علامات التصدع على جدرانها، إلا أنها ظلت صامدة أمام المتغيرات الطبيعية والاجتماعية التي شهدتها جدة خلال الفترة الماضية، بل تجاوزت ذلك لتدخل في منافسة شرسة مع البنايات الحديثة التي أنشئت خلال الفترة الماضية على أحدث التصاميم العالمية على جذب أهم العوائل التجارية في العروس. إلا أن هذه"البنايات"استطاعت الدخول إلى سجلات تاريخ مدينة جدة من دون أي تخطيط أو ترتيب لملاكها، الذين اقترنت أسماؤهم بهذه"البنايات"مع كل قصة أو معلومة يوردها سكان جدة بمجرد الحديث عنها.