أظهرت الأبحاث الطبية أن هناك سببين رئيسيين لظهور شيخوخة الجلد الأول، الجينات الوراثية المكتسبة من الوالدين، وهنا تسمى عوامل داخلية. والثانية، تسمى بالعوامل الخارجية والبيئية، مثل التعرض لأشعة الشمس. وسنبدأ الحديث بالتفصيل عن هذه العوامل. العوامل الداخلية وتعرف أيضاً باسم العوامل الطبيعية لشيخوخة الجلد، وهي عملية مستمرة تبدأ من العشرينات من العمر، بضعف إنتاج الكولاجين في الجلد، وكذلك مادة المطاط إلاستين التي تعمل على إعادة الجلد لوضعه بعد الشد، وبالتالي يصبح الجلد مرتخياً. كذلك فإن تجديد طبقة الجلد الخارجية تبدأ في التقصير والبطء في سرعة التخلص من الجلد القديم، وبالتالي تتجمع الخلايا الميتة، وعلى رغم أن هذه التغيرات تبدأ في العشرينات من العمر، كما أسلفنا، إلا أنها لا تظهر آثارها على الجلد إلا بعد مرور العقود من العمر. وتظهر آثار الشيخوخة الداخلية على الشكل الآتي: 1-التجاعيد الخفيفة. 2-نحف الجلد وزيادة شفافيته. 3-فقدان طبقة الشحم المبطن للجلد وبالتالي تؤدي إلى نحول الخدين وغور العينين وفقدان صلابة الجلد في الرقبة واليدين. 4-يبدأ فقدان العظم وبالتالي تنكمش العظام عن الجلد مسببة ترهل الجلد. 5-جفاف الجلد وظهور الحكة. 6-قلة إفراز العرق ما ينتج عن ضعف المحافظة على درجة حرارة الجلد. 7-بداية ظهور الشيب في بعض أجزاء الرأس إلى أن تنتهي بالشيب الكامل. 8-فقدان كثافة الشعر. 9-ظهور بعض الشعر الغير مرغوب فيه. 10-ضمور في سماكة الأظافر وظهور الخطوط الطولية فيها الأظافر المقلمة. وتتحكم الجينات بسرعة ظهور عوامل الشيخوخة، فالبعض مثلاً يرى الشعر الأبيض في العشرينات من العمر، بينما البعض الآخر لا يحدث ذلك في الأربعينات من العمر. العوامل الخارجية: تتضافر العوامل الخارجية مع العوامل الداخلية على سرعة ظهور شيخوخة الجلد. والسبب الرئيسي للشيخوخة الباكرة هو التعرض لأشعة الشمس، أما العوامل الأخرى فهي تكرار تعابير الوجه والجاذبية الأرضية والتدخين ووضع الجسم أثناء النوم. الشمس: إن التعرض لأشعة الشمس لبضع دقائق على مر السنين كفيل بإظهار تغيرات في الجلد. مثل ظهور النمش والبقع البنية على ظهر اليدين والرقبة وأعلى الصدر، وكذلك تكون عروق الدم الصغيرة على جانبي الأنف والخدود. ثم ظهور الجلد الناشف وكذلك خطوط التجاعيد الخفيفة التي تختفي عندما يشد الجلد. ثم تصبح البشرة مبرقشة بألوان عدة مثل اللون الطبيعي والغامق والفاتح. وقد يبدأ ظهور سرطانات الجلد بسبب التعرض المكثف لأشعة الشمس. ويطلق أطباء الجلد مصطلح شيخوخة الجلد الضوئية على هذا النوع من الشيخوخة بسبب التعرض لضوء الشمس. وتختلف درجة شيخوخة الجلد من شخص إلى آخر اعتماداً على عوامل مختلفة مثل: 1-لون البشرة. 2-مدة التعرض لضوء الشمس خلال سنوات العمر. فالأشخاص ذوو البشرة الفاتحة اللون والأكثر تعرضاً للشمس تظهر عليهم علامات الشيخوخة أكثر من الأشخاص ذوي البشرة الداكنة وقليلي التعرض للشمس. فذوو البشرة السوداء تظهر عليهم تجاعيد خفيفة فقط عكس البيض. وتتكون شيخوخة الجلد الضوئية على مر السنين مع التعرض المتكرر لضوء الشمس، فيفقد الجلد قابليته على إصلاح الخلل فيه بسبب الشمس فتتراكم عليه. فقد أظهرت الأبحاث العلمية أن التعرض للأشعة فوق البنفسجية من الشمس يؤدي إلى تخريب الكولاجين وتكسره وعدم استطاعة الجلد على تصنيع كولاجين جديد لإحلاله مكانه القديم. كما تؤثر الشمس على الإلستين مطاط الجلد فيسبب ترهلاً وعدم قدرة الجلد على العودة إلى وضعه الطبيعي بسرعة عند الشد. ويلاحظ أن الأشخاص البيض الذين يعيشون في الأماكن المشمسة تبدأ عليهم أعراض الشيخوخة باكراً من سن العشرينات بل وقد يصيبهم سرطانات الجلد في هذا العمر. قد يظهر على البعض أن شيخوخة الجلد تبدأ فجأة ولكنها في الحقيقة حصاد السنين مختبئة تحت الجلد حتى يحين موعدها. تعابير الوجه: تسمع من حين لآخر نصائح من مدعي المعرفة بجمال البشرة أن القيام بتمارين لتعابير الوجه المختلفة يساعد على شباب البشرة، وهذا غير صحيح. بل على العكس فإن كثرة استخدام عضلات الوجه تؤدي إلى ظهور الخطوط العميقة. ولإيضاح ذلك أنظر إلى شخص في السبعين من عمره فإنك سترى خطوط تعابير وجهه واضحة عليه، وإن لم يتكلم. وكلما شاخ الجلد وفقد المادة المطاطية يتوقف عن الرجوع إلى وضعه الطبيعي الشاب وبالتالي يبدأ ظهور التجاعيد والخطوط التعبيرية عليه. الجاذبية الأرضية: تتسبب الجاذبية الأرضية دائماً في شد جسمنا إلى الأسفل ويبدأ ظهور ذلك على الجلد مع تقدمنا في العمر، ففي سن ال 50 عندما نفقد كمية كبيرة من مطاط الجلد تظهر أثر الجاذبية على الجلد بوضوح. ويظهر ذلك على الأذنين بزيادة طولهما وانحدار أرنبه مقدمة الأنف، وترهل الجفون والخدود وتختفي الشفة العليا بينما تبرز الشفة السفلي. وضع الجسم أثناء النوم: إن وضع وجهك على المخدة بالجهة والأسلوب نفسه لسنوات عديدة يسبب ظهور التجاعيد. ونسمي ذلك خطوط النوم، فهي تؤثر في الوجه بمرور الأيام وتظهر حتى خلال فترات الصحو. التدخين: يتسبب التدخين في حصول تغييرات في الكيمياء الحيوية في أجسامنا ما ينتج عن ظهور التجاعيد. فقد أظهرت الأبحاث أن من يدخن عشر سجائر يومياً لعشر سنوات تظهر عليه تجاعيد واضحة عكس أقرانه من غير المدخنين. وكذلك يظهر على المدخنين ظهور لون أصفر على سحنتهم بسبب التدخين. ويمكن إيقاف ذلك بالتوقف عن التدخين حتى وإن دخنوا بغزارة لفترات طويلة. إذاً توقف الآن فأمامك فرصة لإعادة الشباب إلى بشرتك. ماذا أفعل للحصول على بشرة نضرة شابة؟ * الوقاية: صحيح أننا لا نستطيع إيقاف العوامل الخارجية الناتجة عن أشعة الشمس والامتناع عن التدخين والتوقف عن تحريك عضلات الوجه، وينصح أطباء الجلد بالوقاية الشاملة والكاملة للجلد على النحو الآتي: - تجنب محاولة الحصول على اللون البرونزي واستخدام الأجهزة التي تعطي هذا اللون لأنك ستندم في المستقبل! - تجنب التعرض للشمس بين الساعة العاشرة صباحاً إلى الرابعة عصراً! - ارتد الملابس الساترة لكل الجلد والرأس ما أمكن خصوصاً إن كنت تتعرض للشمس مباشرة أثناء وجودك في الخارج. - استخدم واقي الشمس على مدار أيام السنة خصوصاً التي تغطي الأشعة البنفسجية أ والأشعة ب والتي تحمل عامل الوقاية من الشمس 15 فأكثر. ويفضل وضع الواقي على الجلد 20 دقيقة قبل الخروج إلى الشمس، ويجب إعادة وضعه بعد السباحة أو التعرق الشديد. كيف نتغلب على شيخوخة الجلد ؟ - يتوفر الآن العديد من الطرق المختلفة لعلاج شيخوخة الجلد، وهي متعددة لكي تناسب كل بشرة بحسب شدتها. ويتم الآن استخدام حقن التعبئة في الجلد وحقن البوتكس لإزالة التجاعيد. وكذلك يمكن عمل الصنفرة والتقشير والليزر والصنفرة الدقيقة والمستحضرات الطبية المختلفة، ما يعيد للبشرة جمالها ورونقها. والأبحاث العلمية ضد شيخوخة الجلد مستمرة وتبشر بوجود وسائل أخرى حديثة أكثر فاعلية ما هو موجود الآن. وكما ترى فإن هناك طرقاً مختلفة وكثيرة، ولذا فإن طبيب الجلد سيساعدك على اختيار الطريقة المناسبة لك شخصياً، ويمكن النصح بأي من المستحضرات الكثيرة لبشرتك بعد فحصها. * استشاري أمراض طب وجراحة الجلد والعلاج بالليزر- عيادات ديرما جدة.