كل سائح غربي مهتم بثقافة الشعوب، ومحب للتاريخ، وشغوف بحضارة البلدان المختلفة عن حضارته، ولديه ذوق خاص في الاطلاع على الآثار وتنوع البيئة الطبيعية، ويعتقد أن الوقت حان لكسب بعض الوقت راحة من الكحوليات، فهو زائر محتمل للمملكة. سعد الكثيرون بالإجراءات الجديدة التي تنوي الجهات الرسمية في السعودية تطبيقها، من اجل جلب المزيد من السياح من دون تقديم تنازلات على حساب مبادئها، اذ لا تنوي هيئة السياحة هنا إضافة بند الملاهي الليلية أو الكحول، ضمن قائمة برامج السياحة السعودية، وقرأ الجميع تلك الخطط عن فتح ابواب السياحة امام الأجانب"غير المسلمين"، عبر اقامة وجهات سياحية جديدة واعدة، لزوار من الدرجة الأولى سيحظون بتجربة"رائعة كبيرة ستصيب القلب والروح والعقل، والدرجة الأولى تعني ان تكون التأشيرة انتقائية للقادرين على دفع تكاليف البرامج السياحية، وآخر ما نتمناه أن تضيف السياحة عبئاً جديداً، يضاف الى ما تتكبده المملكة سنوياً في مواسم الحج والعمرة في محاربة المتخلفين عن المغادرة. تطوير القطاع السياحي المهمل في بلادنا الى وقت قريب احد الطموحات التنموية السعودية، ليس من باب زيادة الدخل الوطني بدولارات السائحين، لكنها فرصة مناسبة لتأسيس صناعة خدمية جديدة في المملكة، تسعى لتأمين فرص عمل للمواطنين تقدر بما يزيد على مليوني وظيفة خلال السنوات المقبلة، وتحسين نظرة الأجانب لبلادنا، التي تجمع في رقعة واحدة الحداثة والأصالة والتفرد. قرأت لديبلوماسي بريطاني تعليقاً عن السياحة السعودية، أن كثيرين في بريطانيا يتشوقون لزيارة المملكة، التي تجول فيها الرحالة البريطانيون الأوائل أمثال لورانس العرب، وأولئك الذين كتبوا كثيراً عن المملكة في رحلاتهم، التي كان عنصر المغامرة جزءاً رئيسياً منها، يجذب السياح البريطانيين اليوم. نتمنى لخطط هيئة السياحة الطموحة النجاح، وسط تعقيدات بيروقراطية نعرفها جميعاً، ونتمنى أن يتم تجاوزها، بدءاً من التأشيرات في الخارج الى الدخول في المنافذ، والأمير سلطان بن سلمان أمين هيئة السياحة، يعتقد ان لها دوراً كبيراً في تغيير تلك الصورة النمطية عن المملكة، التي تشكلت بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر والهجمات الإرهابية داخل المملكة، وحان الوقت لعلاج سوء الفهم بدواء ناجع.