اعتبر عاملون في القطاع السياحي السعودي، أن قرار التأشيرة السياحية الذي أعلنه الأمين العام للهيئة العليا للسياحة الأمير سلطان بن سلمان، خطوة أولى لجذب السائح الأجنبي إلى المنتج السياحي السعودي. وفي حين تنتظر شركات ووكالات السفر والسياحة السعودية مزيداً من التفاصيل عن آلية"التأشيرة السياحية"، بدا واضحاً أن رد فعل العاملين في القطاع"طبيعي"، وكأن صدوره كان متوقعاً، إذ إن"تأشيرة السياحة"، سبق الإعلان عنها في مناسبات عدة، لتصبح متاحة للجميع بصورة رسمية وجماعية بعد أن كانت جهوداً فردية. ويقول الخبير في القطاع السياحي صاحب مجموعة الاقتصاد والأعمال ياسين آل سرو، إن الخطوة المقبلة تعتمد على شركات السياحة ووكلاء السفر في السعودية في الإعداد الباكر لبرامجها، والابتعاد عن العشوائية في التنظيم، خصوصاً أن المنتج السياحي السعودي يعتبر ثرياً، مثل: المؤتمرات، المعارض، المهرجانات، الغوص. وتعتبر"الخطوط السعودية"من أولى الشركات التي بادرت لاستقطاب سياح أجانب وجذبهم في رحلات تروجها عبر وكلائها في الخارج، في حين كانت بعض الشركات تنظم رحلات اختصاصية لسياح أجانب لزيارة المواقع الأثرية. يشار في هذا الشأن إلى ان البنك الدولي سبق أن طالب الحكومة السعودية بتسريع قرار"تأشيرة السياحة"، ضمن توصياته في دراسة قدمها في منتدى الرياض الاقتصادي العام الماضي. وتوقعت الدراسة التي حملت عنوان"مؤشرات مستقبل السياحة في السعودية"، وقدمها الخبير مات منولتي حينذاك، أن تسهم"التأشيرة"في زيادة عدد الوافدين إلى الأراضي السعودي بنسبة 25 في المئة. وتتوقع إحصاءات رسمية أن يرتفع عدد رحلات السياح أو"إجمالي السياح من داخل السعودية وخارجها"إلى 83 مليون رحلة حتى عام 2009، ثم إلى 141.1 مليون رحلة عام 2020، منها 13.1 مليون رحلة من دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية. ويرى آل سرور أن المشكلة التي ربما سيعاني منها القطاع السياحي مستقبلاً، هي التنافس العشوائي بين قطاعي المسوقين السياحيين وأصحاب المنشآت، فالأول سيقدم أسعاراً للوكيل الأجنبي فيما سينافسه الثاني، ما سينعكس سلباً على صدقية السوق أخيراً. وتقول الهيئة العليا للسياحة إن جذب السائح نحو المنتجات السياحية المحلية يعتمد على تعريفه بتلك المنتجات وبمزاياها النسبية مقارنة بالمنتجات السياحية التي تقدمها الأسواق المجاورة، ويتطلب ذلك وضع سياسة تسويقية مدروسة لترويج المنتجات السياحية الوطنية. وتستهدف خطة التنمية الثامنة تنفيذ استراتيجية شاملة ومتكاملة للتسويق والترويج السياحي، من أجل تنمية السوق السياحية المحلية، وتوفير منتجات وخدمات سياحية وطنية جاذبة ومنافسة، وابتكار خطط فعالة لتسويق المنتجات السياحية، فضلاً عن درس سبل تسهيل إجراءات التأشيرة السياحية وتيسيرها. ومن المؤمل أن يؤدي تنفيذ هذه الاستراتيجية إلى إبراز السعودية وجهة سياحية جاذبة، وإعطاء صورة إيجابية للوجهات السياحية في مناطقها المختلفة. ويعتقد العضو المنتدب لشركة المعارض والمؤتمرات المتخصصة المحدودة عادل عبدالشكور، أن"التأشيرة السياحية"ستكسر طوق، موسمية الطلب التي يتميز بها القطاع السياحي في السعودية، وهي المشكلة التي طالما أدت إلى انخفاض مستويات إشغال المرافق السياحية، ومن ثم ارتفاع الكلفة والأسعار، وانخفاض معدلات العوائد والأرباح. ويقول:"إن موسمية الطلب السياحي، التي تزيد حدتها في السعودية بسبب طبيعة الإجازات وتوقيتها، تؤدي إلى ضعف إمكان الاستثمار ونمو قطاع السياحة، ومن ثم عدم توافر منتجات سياحية شاملة وجذابة بأسعار معقولة، ما يتطلب درس هذه القضية وإيجاد الحلول المناسبة لها".