أصبحت الرحلة شبه الأسبوعية إلي الصالونات ومراكز التجميل بالنسبة للنساء والفتيات حتمية، وليست خياراً تستطيع المرأة تأجيله، خصوصاً في إجازات نهاية الأسبوع أثناء الموسم الدراسي، حيث اللقاءات العائلية والمناسبات وزيارة الصديقات، فضلاً عن هوس الصيف بالمناسبات المؤجلة، ما يجعل تخصيص وقت للزينة مصير كل باحثة عن الجمال والتجديد. في مقابل ذلك تكتظ المئات من المشاغل النسائية وتزدحم معظمها في وقت الذروة أثناء إجازة الصيف, وفي ليالي السهر والاحتفالات العائلية، وهنا تتباين مستويات النظافة في المشاغل النسائية بحسب تقويم زبوناتها لها ما بين إعطائها درجة متوسط وجيد، تبعاً لما توفره صاحبة المشغل من أيدي عاملة متخصصة، وعروض ترغيبية تجعل الزبونة تغض الطرف عن جانب النظافة المهم، فيما ترى فئة أخرى من المترددات على المشاغل أن قرب المشغل له دور أيضاً في تحمل تدني مستوى النظافة. وتقصد الكثير من الفتيات والسيدات المشاغل النسائية التي ذاع صيتها بين النساء, بل أن معظمهن يقطعن مئات الكيلومترات للذهاب إلى مشغل بعينه, نظراً لإتقان أداء عاملاته وحسن تعاملهن في الوقت الذي لا تتوافر موازنة لتوظيف عاملات نظافة فيه بعدد يكفل توفير مناخ صحي من وجهة نظر بعض صاحبات المشاغل. من ناحية أخرى، تعاني نسبة كبيرة من الزبائن من تلوث أدوات الماكياج والشعر وتأثير ذلك في بشرتهن وشعرهن. تقول طالبة المرحلة الثانوية رؤى العسيري:"على رغم كون المشغل الذي أقصده ذائع الصيت ويتميز بروعة أدائه, إلا أنني اضطررت إلى معالجة بشرتي عند اختصاصي جلدية بسبب امتلاء وجهي بالبثور والالتهابات بعد عودتي من المشغل بيومين", أضافت موضحة أن الطبيب بعد"فحصه بشرتي وتوجيهه أسئلة عدة لي, لم يجد تعليلاً لما أصابني سوى أن الأدوات التي استخدمت لوضع الماكياج أياً كانت فرشاة أو اسفنجة، ملوثة ومليئة بالميكروبات، ما أدى إلى إصابتي بالبثور". أما ربة المنزل سارة جمعة, فأوضحت أن شخصيتها الاجتماعية التي تميزت بها وحبها لمجاملة أقاربها ومعارفها فرض عليها الوجود في الكثير من المناسبات، ما يستلزم زيارتها المتعددة للمشاغل لحضور الحفلات بشكل أكثر جاذبية، وأضافت"الآن أصبحت أكتفي بتزيين ماكياجي بنفسي وشعري أيضاً بعد إصابتي"بالحكة والالتهابات في فروة الرأس"، مرجعة السبب إلى تمشيط"العاملة في المشغل شعري بالفرشاة القديمة نفسها التي زينت بها الآلاف من الزبائن، ما سبب لي العدوى". وتذكر المختصة في الدراسات الإسلامية شيخة القحطاني أنها لا يفوتها وضع أدوات ماكياجها وشعرها ومساحيقها داخل حقيبتها, وبمجرد وصولها إلى المشغل تطلب من العاملة استخدام أدواتها الخاصة بها, نتيجة قناعتها أن"الوقاية خير من العلاج". وعن بعض الحلول الممكنة للحد من هذه المشكلة, اقترحت الطالبة في الثانوية العامة مرام سلمان تكليف المشاغل بيع أدوات الماكياج والشعر للزبونة قبل البدء في العمل"لمراعاة الخصوصية والمحافظة على صحة البشرة". وحول تأثير استخدام الأدوات المستهلكة نفسها من مئات الأشخاص, أوضحت اختصاصية الجلدية الدكتورة أماني موسى, أنه إذا كان من الطبيعي أن يستخدم كل فرد من أفراد الأسرة الواحدة أدوات خاصة لكل واحد منهم, فكيف إذاً عند استخدام أدوات مستهلكة من الآلاف من الزبائن، تختلف نوعية بشرتهن وتتباين نسبة الحساسية بين بعضهن البعض, إضافة إلى معاناة الكثير من الشابات في سن العشرينات من حب الشباب وظهور بثور ومشكلات متعددة في البشرة, ما يجعل من تلك الأدوات بيئة خصبة ترتع فيها الميكروبات، ويسهل في صالونات التجميل انتقال العدوى ما بين شخص وأخر, وبالتالي ترتفع نسبة الإصابة بالأمراض الجلدية. وتقترح موسى:"بدلاً من أن تضطر الزبونة لدفع مبالغ باهظة لمعالجة بشرتها وشراء أدوية باهظة الثمن بعد تهاونها في عنصر النظافة المهم توفيره إلى جانب التجمل وتغيير اللوك, من الأفضل والأسهل عليها شراء أدوات خاصة بها بمبلغ زهيد تصطحبها معها عند ذهابها إلى المشغل كل مرة".