تحولت الأواني المصنوعة من الفخار، مع التطور الحاصل في شتى مناحي الحياة، من أدوات للطبخ وحفظ الماء وتبريده إلى تحف للزينة، وكماليات تجمل بها ردهات الحدائق وممرات الفلل. ويرى مدير مصنع متخصص في إنتاج الفخار عبدالبصير 18عاماً خبرة أن الفخار المتكون من طين محروق يمر بمراحل عدة، منها أن يكون الطين نقياً ويتكون من تراب خال من الشوائب، ويفضل أن يكون متشبعاً بالسيول, ويخمر بعد مزجه بالماء ليوم أو يومين، ثم يعجن بالأيدي والأرجل لثلاث ساعات. ويضيف أنه يوضع بعد ذلك في أكياس لمدة ثلاثة أيام، ثم يلين بالماء ويحرق بالدخان أو بالديزل أو بالكهرباء حتى يشتد. ويوضح أن الأفران المستعملة في الحرق يلزم أن تكون متسعة وتسمح بوصول الحرارة إلى أقصاها، وهي في العادة غرف متسعة لتسمح بمرور النار والحرارة فيها. ويشير بائع الفخاريات غلام الحق إلى أن سعر الجرة المصنوعة أصلاً للشرب يبدأ من خمسة ريالات ويصل إلى 45 ريالاً، بحسب حجمها وإتقان صنعها وتجميلها، أما المزهريات التي توضع في أركان المنازل لغرض التجميل، فسعر الواحدة منها يتراوح بين 20 ريالاً و 280ريالاً. ويضيف غلام الحق أن كثيراً من طلاب المدارس يشترون الفخاريات ليتدربوا على تجميلها. ويؤكد منع صنع المنحوتات الفخارية لذوات الأرواح من طيور وحيوانات لمخالفتها الدين الإسلامي. ويقول إن غالبية الزبائن تقتني الفخاريات تعبيراً عن حنين إلى الماضي. ويفضل حمود السفيري 75 عاماً شرب الماء من الزير، وهو وعاء فخاري كبير نسبياً، ويرى أنه يجعل للماء مذاقاً مميزاً مقارنة بالماء المبرد في الثلاجة. ويضيف أنهم كانوا يطبخون طعامهم في الأواني الفخارية وعلى الحطب، ما يجعل له نكهة يصعب الحصول عليها عند الطبخ بالغاز، على حد قوله. ويجد فرحان الخليوي راحة نفسية في الجلوس أمام نافورة في فناء منزله، تضم عدداً من الجرار الفخارية تضخ الماء من أعلى إلى أسفل، مشيراً إلى أن ثمنها لا يزيد على 350 ريالاً. ويضيف أن البعض يفضل وضع"الشلالات"التي تحتوي على عدد من الفخاريات مع الحجارة والأسمنت، ويبدأ سعرها من 1000ريال ويصل إلى 50 ألف ريال، بحسب مساحة الشلال وجودة صنع فخارياته.