استوقف ثلاثة طلاب، من المفترض أن يتخرجوا العام الجاري في الكلية التقنية في الأحساء زوار لقاء التوظيف، الذي افتتح مساء أول من أمس، في فندق"انتركونتيننتال الأحساء"، وفي مقدمتهم راعي اللقاء محافظ الأحساء الأمير بدر بن محمد بن جلوي، الذي أبدى إعجابه الشديد بالشبان الثلاثة، مُعبراً عن إعجابه بكلمات التشجيع والإشادة. ويمثل الطلاب الثلاثة، وهم كل من فيصل علي القنبر وحمد علي الرهيب ونجيب صادق الخلف، الدفعة الأولى من خريجي قسم"خياطة المشالح"، وهو القسم الذي تبنت الكلية التقنية في الأحساء تأسيسه، من أجل الحفاظ على واحدة من أعراق المهن في الأحساء، التي اشتهرت محلياً وإقليمياً بحياكة أجود أنواع المشالح. والطلاب الثلاثة جزء أيضاً من 1500 متدربٍ تقنيٍ ومهنيٍ من الكلية التقنية والمعهد المهني الصناعي والمعهد الثانوي التجاري ومعهد التدريب المهني في الأحساء، قرر مجلس التعليم الفني والتدريب المهني في الأحساء الاحتفاء بتخرجهم في حفلة واحدة. وعبر محافظ الأحساء عن سعادته وفخره واعتزازه ب"هذه الكوادر المدربة والمؤهلة تقنياً ومهنياً لدخول سوق العمل"، وحث رجال الأعمال على توظيفهم، معتبراً أن"المنجزات التي تحققت للبلاد في المجالات كافة، ومنها المنجزات التقنية على وجه الخصوص، تمثل مؤشراتٍ ودلائل على أن المملكة أمست تنمو بخطوات واسعة نحو التقدم والرقي، وتمضي قدماً في التطوير، لتصبح في مصاف الدول المتقدمة علمياً وتقنياً". وأضاف أن"بلادنا وهي تأخذ بتلك الأسباب، تضع على رأس أولوياتها الحاجة الماسة للسواعد الفنية من العمالة الوطنية المؤهلة علمياً والمدربة تقنياً، لتلبي حاجة المجتمع السعودي إلى الخريج، الذي يشارك بما تعلمه وتدرب عليه من خلال ما وفرته له الدولة من معامل وورش ومختبرات ووسائل البحث العلمي والتقني في بناء الوطن". وكشف نائب محافظ المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني للتعليم والتدريب الدكتور خالد العنقري في كلمة ألقاها خلال الحفلة أن"رواتب العاملين في سوق العمل السعودي تتراوح بين 60 إلى 70 بليون ريال سنوياً"، داعياً خريجي الكليات والمعاهد الفنية إلى"التفكير في هذه المبالغ، وكيفية الاستفادة منها"، ونصحهم ب"عدم البحث عن وظيفة"، التي وصفها بأن"أيامها محدودة"، داعياً إياهم إلى أن"تخلقوا فرص عمل، وأن لا تركزوا على البحث عن وظيفة". وأوضح أن"المؤسسة العامة للتعليم الفني لم توجد إلا لتوفير الأيدي العاملة الماهرة والمدربة للقطاع الخاص"، وحث الخريجين على"الاتجاه إلى الأعمال الحرة"، مُذكراً بأن"معظم المنشآت الموجود في المملكة هي من المنشآت الصغيرة، في حين أن جميع العاملين في الشركات الكبير والمساهمة مثل"أرامكو السعودية"و"الكهرباء"لا يمثلون سوى 14 في المئة من حجم العمالة في المملكة". وأكد أن"نتاج المؤسسة سيظهر في شكل واضح في السنوات المقبلة، حين يصل عدد وحدات التعليم الفني في المملكة إلى 250 وحدة". وعدد رئيس مجلس التعليم الفني والتدريب المهني في الأحساء الدكتور عبدالله الملحم في كلمته الأسباب التي"تقف خلف النقلة النوعية التي شهدتها وحدات المؤسسة خلال السنوات الأخيرة، وعلى رأسها الدعم السخي من الحكومة، والقيادة الواعية والكوادر المؤهلة، والشراكة الوثيقة مع سوق العمل، وتبني فلسفة التدريب المبني على المهارات، تمشياً مع التوجه العالمي للتدريب، واستحداث نظام المعايير المهنية، وفتح قنوات اتصال وتعاون مع القطاع الخاص، لخلق فرص وظيفية، إضافة إلى الشراكة والتكامل مع الغرف التجارية والصناعية وصندوق الموارد البشرية ومكاتب العمل، لتهيئة طالبي العمل، والتدريب المشترك، وتنمية المنشآت الصغيرة". وأشار إلى التدريب في السجون الذي"يضمن حياة أفضل للنزلاء بعد انتهاء محكومياتهم"، منوهاً بافتتاح المعاهد العليا للبنات التي"ستغطي تدريجياً مناطق المملكة كافة، وتتوافر فيها التخصصات التي تحتاجها سوق العمل، وتتوافق مع خصوصية المرأة السعودية".