ما زال المتعاملون في سوق الأسهم السعودية يشهدون أياماً عصبية منذ نهاية تعاملات الخامس والعشرين من شهر شباط فبراير الماضي الذي بدأت معه أسعار الأسهم رحلة الانحدار السريع، والمتتالي الذي لم تتخلله سوق ارتدادات عدة، لم تعوض الخسائر الكبيرة التي لم تفرق بين المتعاملين، سواء كانوا من أصحاب المحافظ الكبيرة أم الصغيرة. ولم يجد المحللون الماليون أي تفسير لظاهرة الهبوط الحاد التي تشهدها السوق في الفترة الأخيرة، التي ابتعدت كثيراً من مرحلة التصحيح بعد تضخم الأسعار، إلا أن الملاحظ الآن مع بداية التعاملات هو زيادة المعروض من الأسهم في صورة ضغط على الأسعار ينتج منه ارتفاع حدة التراجع، وقبل نهاية التعاملات بدقائق دخول طلبات على الأسهم القيادية ذات الثقل في مؤشر السوق تقلل من خسارته عند الإغلاق. وأنهى المؤشر العام تعاملات أمس بخسارة 523.89 نقطة، نسبتها 4.94 في المئة، ليهبط الى مستوى 10074.61 نقطة، في مقابل 10598.5 نقطة أول من أمس، فيما هبط المؤشر الى أدنى مستوى الى ما دون 10 آلاف نقطة، الى 9699 نقطة له أمس، وبهذه الخسارة الاخيرة يكون المؤشر خسر منذ مطلع السنة 6638 نقطة، نسبتها 40 في المئة، أما خسارة المؤشر منذ بداية الانهيار في أواخر شهر شباط الماضي، فبلغت 10560 نقطة، نسبتها 51 في المئة. أما خسارة القيمة السوقية أمس فبلغت 76.5 بليون ريال، بنسبة خسارة 4.9 في المئة، لتهبط الى 1.49 تريليون ريال، في مقابل 1.57 تريليون ريال أول من أمس، فيما بلغت خسارة القيمة السوقية منذ نهاية شباط 1.55 تريليون ريال، نسبتها 51 في المئة. وبلغ عدد الشركات التي جرى تداولها أمس 79 شركة، هبطت أسهم 73 شركة، بينما صعدت أسهم 5 شركات، واستقر سهم"التصنيع"عند 54 ريالاً، من تداول 3.8 مليون سهم. ونتيجة تراجع الطلب وهبوط الأسعار تقلص عدد الأسهم المتداولة أمس الى 170 مليون سهم، في مقابل 224.2 مليون سهم، بنسبة تراجع 24 في المئة، وهبطت القيمة المتداولة الى 9.1 بليون ريال، في مقابل 11.4 بليون ريال، بنسبة خسارة 20 في المئة، وتراجع عدد الصفقات المنفذة الى 233 ألف صفقة، بنسبة تراجع 22 في المئة. وهبطت مؤشرات كل قطاعات السوق كان مؤشر"الكهرباء"أقلها تراجعاً، إذ هبط بنسبة 1.54 في المئة، الى 1629 نقطة. وبالنظر الى أكثر الشركات تأثيراً في مؤشر السوق، يأتي في مقدمها:"سابك"التي تمثل 23 في المئة من حجم السوق، التي هبط سعرها الى مستواه قبل 15 شهراً، فاقداً مكاسبه خلال تلك الفترة، ليبلغ 137.5 ريال، بخسارة 7 ريالات، نسبتها 4.84 في المئة، وهي تقريباً النسبة نفسها التي خسرها في الجلسة الصباحية، أدت الى خسارة المؤشر 118 نقطة، وأدت خسارة"مصرف الراجحي"بنسبة 10 في المئة، الى فَقْدِ المؤشر 108 نقاط، بعد هبوط سعره عند الإغلاق الى 226.25 ريال، من تداول 1.4 مليون سهم.