تلقت الإدارة العامة للمرور في الرياض مساء أمس، نحو 3100 بلاغ عن حوادث سيارات ومشكلات أخرى، نتيجة هطول الأمطار بغزارة. وذكر رئيس مركز القيادة والتحكم المروري في مرور الرياض الرائد إبراهيم أبو شرارة، في اتصال هاتفي مع"الحياة"، أن المركز تلقى بلاغات عن 50 حادثة تصادم سيارات، نتجت منها إصابة خمسة أشخاص، منهم ثلاثة في حال حرجة أصيبوا في حادثتين منفصلتين، الأولى على طريق الخرج باتجاه الجنوب، والثانية على طريق جدة بالقرب من وادي لبن. وأشار إلى أن سقوط بعض اللوحات الإرشادية والأشجار وتجمع المياه، تسببا في عرقلة حركة المرور في بعض الطرق. وأكد عدم تسجيل وفيات حتى ساعة إعداد الخبر. وقال إن 150 فرقة مرور نزلت إلى الميدان، إضافة إلى القادة الميدانيين تحت إشراف مدير مرور الرياض العقيد عبدالرحمن المقبل، لمواجهة الموقف وأي تطورات محتملة. وأوضح أن طرقاً عدة في المدينة شهدت تجمعاً للمياه، منها مخرجا 16 و 17 جنوبي الدائري الشرقي، وطريق الخدمة بالقرب من مخرج 9، وطريق الملك فهد بعد إشارة التحلية باتجاه الشمال، وطريق مكة من ناحية الشرق، ومخرج 13 باتجاه الشرق، مشيراً إلى اتصالات تمت مع مسؤولين في"الأمانة"لسحب المياه المتجمعة. يذكر أن أمطاراً مماثلة هطلت على عدد من المناطق يوم السبت الماضي، أسفرت عن وفاة وإصابة 17 شخصاً، بينهم شرطي برتبة رئيس رقباء جرفته السيول في منطقة عسير، وتم انتشال جثته صباح اليوم التالي. وتسبب هطول الأمطار، المصحوبة بعواصف شديدة أمس على الرياض، في سقوط لوحة إعلانية كبيرة على مولد كبير للكهرباء، في حي"المربع"وسط المدينة، وإغلاق عدد من الشوارع، وقال أبو محمد أحد سكان حي المربع إنه سمع صوت ارتطام قوي في الساعة الثالثة إلا عشر دقائق بعد ظهر أمس، ما تسبب في فزع كثير من السكان. ورجح أن يكون ضعف مقاومة اللوحة الإعلانية، التي يبلغ طولها عشرة أمتار، للرياح الشديدة السبب وراء سقوطها فوق مولد الكهرباء. ومن جانبه أكد مصدر في الدفاع المدني أن سقوط اللوحة على المولد تسبب في قطع الكهرباء عن المبنى المتصل بصندوق المولد الذي يضم مكاتب للدعاية والإعلان، والذي يقع على طريق الملك فهد في اتجاه الجنوب بين مبنى وزارة الداخلية وجوازات مدينة الرياض، وأضاف أن 6 فرق من الدفاع المدني شاركت مع فرقتين من شركة الكهرباء في مباشرة الحادثة. ومن بين الشوارع، التي تسبب المناخ السيئ أمس في إغلاقها، شارع الستين الذي يربط حي الشفا بحي بدر، إذ اضطر كثير من الأهالي إلى ترك سياراتهم بعدما غمرتها مياه الأمطار. واشتكى تركي الموسى، وهو من سكان حي الشفا من المعاناة التي يسببها سقوط المطر لأهالي الحي، الذي تتجمع في شوارعه المياه بسبب انخفاضها عن شوارع الأحياء المجاورة، وأضاف، أن مصلحة المياه وضعت العام الماضي أجهزة لسحب المياه، بعدما طفحت من مصارفها، إلا أنها ينبغي أن تجد حلاً جذرياً للمشكلة، على حد قوله. وهطلت أمس أمطار غزيرة ومتوسطة على منطقة عسير شملت مدينة أبها وضواحيها، ومحافظتي النماص وبلقرن، ومراكز بللحمر وبللسمر وخثعم والبشائر وتبالة والجعبة وثلوث المنظر. كما هطلت صباح اليوم أمطار خفيفة على منطقة القصيم، شملت مدينة بريدة ومحافظة عنيزة والرس والبكيرية والبدائع والنبهانية. ... وشركة "الكهرباء" استنفرت طاقاتها لمواجهة الأعطال استنفرت الشركة السعودية للكهرباء أمس جهودها في متابعة وإصلاح الانقطاعات الكهربائية، التي صاحبت هطول الأمطار، التي شهدتها العاصمة الرياض. وأوضح مصدر في الشركة ل"الحياة"أن الشركة وضعت كل فرق الطوارئ والأجهزة الفنية في جميع مناطق المملكة، والرياض خصوصاً أمس، في وضع استعداد بهدف المعالجة الفورية لأي انقطاع قد يحدث في ظل المتغيرات المتعلقة بالظروف المناخية المختلفة. وأشار إلى انه على رغم تواصل هطول الأمطار أمس في الرياض،"عكست الشبكة الكهربائية أداءً طبيعياً ومستقراً، ولم يسجل سوى بعض الانقطاعات المحدودة الناجمة عن تأثر الشبكة، وبعض محطات التحويل بالأمطار والتي أمكن تداركها ومعالجتها في حينها". وأضاف، أن الشركة تعاونت مع إدارة الدفاع المدني بفصل الكهرباء عن عدد من المشتركين كإجراء احترازي، وتمت إعادة الخدمة لهم بعد التأكد من عدم وجود أي خطورة عليهم وعلى الشبكة الكهربائية، وأعرب المصدر عن بالغ أسف الشركة واعتذارها لجميع المشتركين المتأثرين في الانقطاعات الخارجة عن إرادتها، مؤكداً أن فرق الطوارئ والصيانة في الشركة تعاملت بشكل فوري مع جميع حالات الانقطاع لإعادة الخدمة الكهربائية في أسرع وقت ممكن.