تدخل سوق الأوراق المالية السعودية اليوم، اختبار قدرات حقيقياً بين أصحاب الفكر الاستثماري الجديد، الساعين إلى ضخ رساميلهم في الأوعية الاستثمارية الحقيقية، وبين بقايا المضاربين الذين يصرون على رفع القيمة الاسمية لأسهم الشركات غير الربحية بنسب ومعدلات مرتفعة، تجبر السوق على الدخول في حسابات معقدة مع كل عملية تصحيح. ووفقاً لمجموعة من المحللين والمختصين في أسواق المال والعاملين فيها، فإن حجم التداول على أسهم الشركات القيادية الرابحة داخل السوق، سيرتفع تدريجاً وبنسب بسيطة، في الوقت الذي تسعى فيه قوى خارجية للتأثير في حركة المؤشر صعوداً وهبوطاً، من خلال ضخ رساميلها في شركات صغير أقل ربحية. وأشار المحللون الى أن استمرار السوق على نهج الارتفاع بنسب بسيطة وعادلة، أفضل من عملية إغلاق متكرر لنسب الشركات صعوداً، ما يجعل السوق عرضة للمخاطرة من جديد، وغير آمنة في التعاملات المستقبلية، التي أظهرت عدم استيعاب السوق والمستثمرين داخلها أي هزات محتملة، أو تلاعبات من صانعي قرار سلبيين داخل السوق، خلال الفترة المقبلة. ويؤكد المحلل والمستشار المالي الدكتور عبد الرحمن الصنيع، أن الحالة العامة للسوق خلال الأسبوع المنصرم، تؤكد أن الحركة التصحيحية تسير في الاتجاه الصحيح، وأن عمليات جني الأرباح التي تتم في اللحظات الأخيرة من عمر السوق، وإن كانت في حاجة إلى متابعة من هيئة السوق المالية للتأكد من صحتها ودقة معاملاتها، إلا أنها لم تؤثر في اتجاهات المؤشر في شكل كبير، وساعدت في كشف الأرقام الحقيقية للقيمة السوقية لعدد من الشركات العاملة داخل السوق، وبخاصة الشركات القيادية. ويقول الصنيع إن تحرك المؤشر وعودته إلى معدلات طبيعية تتوافق وحجم المحفزات والمشاريع المعلنة خلال الربع الأول من العام الحالي، ونتائج الشركات، تؤكد أن المؤشر يتجه نحو ال 18 ألف نقطة خلال الأشهر الخمسة المقبلة، مدعومة بنتائج الربع الثاني من الشركات، وإدراج مجموعة جديدة من الشركات داخل السوق، بعد طرحها للاكتتاب العام، إضافة إلى جملة من التعديلات والقرارات المنتظرة من هيئة السوق المالية، وعدد من القطاعات ذات العلاقة. وعلى رغم سياسة التوجيه التي يتبعها بعض المضاربين في أسهم عدد من الشركات الصغيرة، والتي تحرك القيمة السوقية للأسهم في الاتجاهات التي يرغبها هؤلاء المضاربون، إلا أن المتعاملين الجدد بالفكر الاستثماري باتوا أكثر وعياً من ذي قبل، مفضلين أوعية استثمارية حقيقية، ذات مخاطر منخفضة وقيمة سوقية مرتفعة. ومن جانبه، يقول كبير الاقتصاديين في البنك الأهلي التجاري الدكتور سعيد الشيخ، إن أداء السوق في مختلف القطاعات جاء إيجابياً خلال الأسبوع الماضي، بالنظر إلى أدائها خلال الأيام التي عاشتها في فترات سابقة، وأن محفزات التواصل بالشكل التصاعدي إيجاباً لأداء الشركات ورفع القيمة السوقية للأسهم، متوقعة خلال الأسبوع الجاري، مدعومة بالمتغيرات الإيجابية في استراتيجية الاستثمار من المتعاملين داخل السوق، والتركيز على الاستثمار في الشركات القيادية الفاعلة في الأداء، والتي أفصحت عن استراتيجياتها الاستثمارية، إضافة إلى امتلاكها مجموعة من المحفزات الاستثمارية الحقيقية. وعملاً بكل تلك العوامل، التي من المتوقع أن تسير أداء سوق الأسهم خلال الأسبوع المقبل، وحركة الخروج التصحيحي للسوق في الاتجاه الإيجابي، ينتظر المتعاملون في سوق الأوراق المالية السعودية، عودة رساميلهم التي فقدوها خلال انهيار السوق في الفترة الماضية.