اطلعت على الحديث الشامل الذي أجرته"الحياة"في عدد الأحد 26-2-1427ه مع رئيس المجلس الأعلى للقضاء فضيلة الشيخ الوالد صالح بن محمد اللحيدان، وهو من هو علماً وأدباً ووسطية وحزماً مشهوداً وميلاً معروفاً للخير وللحق، ومثابراً رفع شأن القضاء والقضاة وتهيئة الظروف لعمل القضاء في بلادنا على الوجه الأكمل، وتنقيته من كل شائبة، أمد الله في عمره ونفع بعلمه، ولكن أتمنى أن يتسع صدر فضيلته لمداخلة متواضعة، فإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان. قال فضيلته في معرض رده على سؤال عن علاقة القضاء برجال الحسبة إن القضاة أنصار رجال الحسبة، وقد اختيرت هذه العبارة بالذات لتكون عنواناً رئيساً للقاء في الصفحة الأولى وبالبنط العريض، وكنت أتمنى من فضيلته أن يؤكد أن رجال القضاء أنصار للعدالة والعدل مهما كان ومع من يكون، فهم أنصار لفكر ومنهج الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كما أنزل على سيد الخلق وكما أمر صلى الله عليه وسلم. أما رجال الحسبة فهم في النهاية بشر يصيبون ويخطئون، فإن أصابوا فهم مأجورين إن شاء الله ومشكورين في الدنيا ولهم أجر معروف يتقاضونه، وإن أخطأوا وجبت محاسبتهم، لا ينتصر لهم القضاء ولا غيره. أنني في الوقت نفسه لا أقلل من الأعباء الملقاة على عاتق رجال الحسبة ولا أنكر دورهم الايجابي، ولكن هذا لا يمنحهم حصانة من متابعة أو مناصحة أو مساءلة أو محاسبة أو معاقبة إذا لزم الأمر. أنا أعتقد أن الشيخ لا يقصد ما سطر بالمعنى الظاهر للعبارة، أو ما يمكن أن يفهمه البعض، ولا يقصد الإيحاء أن رجال الحسبة فوق المحاسبة، فلا معصوم إلا هو صلى الله عليه وسلم، ولكن قد يفهم البعض من الإجابة وكأن العلاقة بين القضاة ورجال الحسبة قضية نصرة مهما كانت الحال، وبالمفهوم السطحي لنصرة أخيك ظالماً أو مظلوماً، ثم أنه قد يفهم من إجابة الشيخ أن هذه رسالة للعموم من الشيخ للوقوف مع رجال الحسبة مهما كانت الحال، وعلى أساس أن ما يقدمونه للمجتمع يسمح بغض الطرف عن أخطائهم مهما عظمت، وأن على رجال الحسبة الاطمئنان لوقوف رجل بقامة الشيخ صالح اللحيدان معهم في كل حال، وهذا بالتأكيد غير صحيح. محمد الحاقان - كاتب سعودي