استطاعت طالبة، لم تتجاوز العاشرة من العمر أن تصمم جهازاً متعدد الاستعمالات، فهو قادر على تشغيل المكيف في حال تشغيل التلفاز، كما ربطت الماء الذي يتساقط من المكيف في حديقة المنزل بسقي الزرع به. ولم تكتف الطالبة، التي تدرس في الصف الرابع الابتدائي في المدرسة ال13 في الدمام بذلك، بل ربطت الجهاز الذي اخترعته بشريط تداول الأسهم في السوق السعودية. وتعد هذه الطالبة واحدة من 50 طالبة، استطعن اجتياز اختبار القدرات والمقاييس العقلية الخاص بالموهوبات العام الماضي، من أصل 250 طالبة متفوقة في مدارس الشرقية، منهن 165 في المرحلة المتوسطة و85 من طالبات المدارس الابتدائية، يمثلن 0.07 في المئة من إجمالي عدد الطالبات في الشرقية. ويتوقع أن تتضاعف أعداد الطالبات الموهوبات في المنطقة الشرقية العام الجاري، باكتشاف مواهب وإبداعات حديثة، أثارت دهشة القائمات على مركز"رعاية الموهوبات"في المنطقة الشرقية، اللواتي ينبئن باكتشاف جيل يسعى وراء البحث والتفكير، بعيداً عن التلقين. ويعتزم المركز، الذي يعتبر"مؤسسة تربوية، تعنى بتقديم الرعاية التربوية والتعليمية للطالبات الموهوبات"من خلال البرامج التي تقدم في المركز مباشرة أو بالتعاون مع جهات حكومية ومؤسسات أهلية، إقامة حملة توعية في 16010 مدارس في المنطقة الشرقية، لما يراه من تصورات خاطئة عن الموهوبات، والبحث عن المشكلات التي تواجههن في المدارس، وتقديم التوعية للمعلمات في كيفية التعامل مع الطالبات الموهوبات، إضافة إلى تحفيز المدارس وإيصال الفكرة في شكل يراعي مصلحة الطالبة، ويدخل ضمن نطاق الحملة التوعوية أولياء أمور الطالبات، ليتعرفوا إلى كيفية التعامل مع الموهوبات وطريقة اكتشاف مواهبهن. وأكدت مديرة مركز رعاية الموهوبات في المنطقة الشرقية مريم الغامدي ضرورة"متابعة الطالبة حتى وصولها إلى مراحل متقدمة من الدراسة". وقالت:"الطالبة الموهوبة ثروة لا بد من احتوائها، والتحصيل الدراسي ليس مقياساً لاكتشاف موهبتها، لذا نعمل في المركز على استقبال الطالبة الموهوبة من طريق إدارتها المدرسية، حيث تملأ الطالبة الاستمارة بعد موافقة الأهل، ونطلع على جميع الاستمارات، ونعمل جدولة معينة، ثم يقوم فريق من الأخصائيات بالكشف عن الموهوبات، بتطبيق المقاييس المقننة في الذكاء والقدرات العقلية، ويتم تصحيح المقاييس من طريق الحاسب الآلي، وفي حال حصولها على درجة تزيد على 120 ، تتأهل لمرحلة الرعاية، وترفع أسماء الطالبات من طريق مجلس الإشراف التربوي إلى الإدارة العامة لرعاية الموهوبين في الرياض". وبدأ المركز في تنفيذ مجموعة من الأنشطة مع بداية الفصل الدراسي الثاني، حيث تقيم مدارس المنطقة البرنامج الاثرائي الصباحي"كن مبدعاً"، الذي يطبق في كل مدرسة مدة يوم دراسي كامل. وأضافت"يومياً يتم اختيار ثلاث مدارس، واختيار 50 طالبة في شكل عشوائي ذات مستويات متفاوتة في التحصيل الدراسي". ويهدف البرنامج إلى التدريب على مهارات التفكير الإبداعي، مثل الطلاقة والمرونة والأصالة والتفاصيل. حيث تبدأ الطالبات بيوم حافل بالنشاط بعيداً عن الكتب والحصص الدراسية. وتضيف"يفترض على كل طالبة تحقيق انجاز حتى لو كان بسيطاً، يشعرها أنها عنصر فعال، لتعزيز ثقتها في قدراتها، وتكتسب المعلمة مهارات تطبيقية تمارسها داخل الصف طوال العام". ويقوم المركز باحتواء فكرة الطالبة، وتتم إعادة تشكيلها ورسمها في صورة أدق"بعد ثلاثة أسابيع سيتم إرسال جميع منجزات الطالبات في تقرير ختامي إلى مؤسسة"الملك عبد العزيز ورجاله لرعاية الموهوبين". ويسعى المركز خلال الإجازة الصيفية وبداية السنة الدراسية الجديدة إلى تنفيذ البرنامج المسائي الاثرائي لطالبات المرحلتين الابتدائية والمتوسطة. وحدتان لاكتشاف قدرات الموهوبات وتنمية إبداعاتهن يضم مركز رعاية الموهوبات وحدة"الكشف"، التي تتكون من ثلاث أخصائيات. وتشير الأخصائية في كشف المواهب سهام السويد إلى المراحل التي يتم من خلالها التعرف إلى الطالبات الموهوبات"مرحلة الترشيح، ويكون بناءً على تقديرات المعلمات وأولياء الأمور والأداء العلمي المتميز الذي يدل على وجود المواهب والقدرات، أما مرحلة التعرف، فهي تطبيق المقاييس المقننة في الذكاء والتفكير الإبداعي المعدة على الطريقة السعودية، وهي مقياس القدرات العقلية ومقياس"تورانس"للتفكير الابتكاري ومقياس"وكسلر"لذكاء الأطفال، ومنها مرحلة الاختيار ثم التقويم". وأكدت الأخصائية عبير الرومي أن"متابعة الطالبة واكتشاف موهبتها يعتبر نوعاً من الحد من الملل، الذي يواكب المسيرة التعليمية"، موضحة المعايير التي يتم التصحيح بها"المقياس واحد لجميع الفئات، لكن معايير التصحيح تختلف بحسب الفئة العمرية"، مطالبة الأسر ب"دعم موهبة الطفل، لما يحظى به من ذكاء قبل دخول الروضة، إذ تكون نسبة ذكائه 90 في المئة، وفور دخولهم المدارس تنخفض النسبة إلى 10 في المئة، وبعد أربع سنوات تهبط نسبة الذكاء إلى اثنين في المئة، في حال عدم تلقيهم أي دعم أسري وتربوي". وبجانب وحدة"الكشف"، هناك وحدة الرعاية والبرامج الاثرائية، وتقول مشرفة الرعاية باسمة الخراشي:"إن الوحدة تقوم بإعداد الخطة وتصميم الوحدات والبرامج وتنفيذها وإقامة معرض سنوي لإبراز إنجازات الموهوبات داخل المركز ورفع التقرير السنوي".