تجري قوات أمن الطرق حالياً دراسة لوضع كاميرات ثابتة عند كل نقطة تفتيش ترتبط بنظام حاسب آلي، يتم من خلالها معالجة صور المطلوبين أو أرقام لوحات السيارات المطلوبة وتحويلها إلى بيانات، والتحكم فيها من خلال وحدات التحكم والمراقبة، إضافة إلى إجراءات جديدة لاستخدام كاميرات مراقبة داخل سيارة الدورية لمتابعة ما يدور ميدانياً على الطرق. وقال قائد قوات أمن الطرق، اللواء سعد المغربي في حوار مع"الحياة"، إن قطاع أمن الطرق لم يسجل أي حالات قطع طريق، أو اعتداء على النفس، أو المال خلال الأعوام الماضية، فيما تم ضبط أشخاص وسيارات سبق التعميم عليهم لدى الأجهزة الأمنية، وسلموا للجهات الأمنية لاتخاذ الإجراءات اللازمة. ولفت إلى أن قوات أمن الطرق شاركت، خلال الفترة الماضية، في مكافحة عدد من العمليات الإرهابية في مختلف مناطق السعودية، بحكم انتشار الدوريات على الطرق الخارجية، الأمر الذي ساعد على سرعة غلق مداخل ومخارج المدن، وإحكام السيطرة الأمنية على السيارات والأشخاص المشتبه بهم وتفتيشهم. وأشار قائد قوات أمن الطرق إلى أن معظم الطرق السريعة في السعودية مغطاة بعلامات كيلو مترية علامة عند كل 2 كيلو متر تساعد من تعطلت سياراتهم مثلاً على تحديد مواقعهم لقوات أمن الطرق. وفيما يلي نص الحوار: ما الخطة الأمنية التي يعتمدها قطاع أمن الطرق في الانتشار الميداني على الطرق السريعة؟ - القوات الخاصة لأمن الطرق، أحد الأجهزة الأمنية التابعة للأمن العام، ومهمتها تحقيق الأمن الشامل على الطرق الخارجية بين مدن وقرى وهجر السعودية، والمهام التي يمارسها الجهاز متنوعة أمنية ومرورية وإنسانية ... وبدأ العمل في القوات الخاصة لأمن الطرق في عام 1989، وبذلك يعتبر من أحدث الأجهزة الأمنية التي تنتمي لقطاع الأمن العام في وزارة الداخلية. هل عدد الفرق الميدانية على الطرق السريعة يتناسب مع أطوال هذه الطرق خصوصاً أن مساحة السعودية كبيرة؟ - باعتبار أن الطرق السريعة في السعودية من أطول شبكات الطرق في العالم، تعين أن تكون التغطية الأمنية والمرورية، لتشغيل تلك الطرق، وفق دراسات وخطط تراعي مختلف الظروف والجوانب الأمنية والبيئية والجغرافية والسكنية. ولذلك ترتبط مراكز انطلاق الدوريات في قيادات الطرق بحسب مسافة الطريق الذي يقسم إلى علامات كيلو مترية، تختلف فيها المسافة المغطاة بحسب أهمية الطريق وحاله، وكذلك وفق الدراسات الميدانية المعدة قبل عملية التشغيل وبعدها، وفي ضوء ذلك تعد خطط التشغيل بما يعطي السيطرة الأمنية والمرورية اللازمة. إلى أي مدى يستخدم رجال أمن الطرق تكنولوجيا نقل المعلومات للتواصل والمتابعة؟ - تعتبر التقنية أحد أهم متطلبات العمل الأمني، نتيجة حاجة الأجهزة الأمنية إلى سرعة نقل المعلومات واسترجاعها، والقدرة على تنظيم العمل وتسهيل الإجراءات. وتقوم حالياً بدرس وضع أجهزة حديثة تخدم نقاط التفتيش الرئيسية في المناطق، وذلك بإنشاء كاميرات ثابتة عند كل نقطة تفتيش، ترتبط بنظام حاسب آلي لمعالجة صور المطلوبين أو أرقام لوحات السيارات المطلوبة وتحويلها إلى بيانات، والتحكم فيها من خلال وحدات التحكم والمراقبة، إضافة إلى أن هناك إجراءات جديدة لاستخدام كاميرات مراقبة داخل سيارة الدورية، التي يتم من خلالها متابعة ما يدور ميدانياً أثناء المهمات أو الأعمال التي تكلف بها الدوريات. البعض يقول إن هناك خروقات أمنية لقطاع أمن الطرق بسبب سوء التوزيع أو عدم الجدية من البعض على الحدود بين المدن والمناطق؟ - لم يسجل، ولله الحمد، أي حالات قطع طريق أو اعتداء على النفس أو المال خلال الأعوام الماضية، كذلك لا يوجد ظواهر إجرامية سجلت على شبكة الطرق الخارجية المغطاة، ويتم ضبط الأشخاص والسيارات المعمم عنها أو المطلوبين لدى الجهات الأمنية وتسليمهم للجهات الطالبة لاتخاذ الإجراءات اللازمة. ما طبيعة العلاقة بينكم وبين القطاعات الأمنية الأخرى في تطبيق الخطة الأمنية؟ - علاقة أمن الطرق بالأجهزة الأمنية الأخرى وثيقة في سرعة تبادل المعلومات، وتلقي البلاغات والمساندة أثناء وقت الحاجة، فلا يوجد جهاز أمني مستقل تماماً في عمله. والقوات الخاصة لأمن الطرق، من خلال تسيير الدوريات ونقاط التفتيش، تسعى إلى فرض الأمن والسلامة على الطرق، فتتولى عمليات الضبط في ما تتولى الجهات المختصة عمليات التحقيق واستكمال الإجراءات اللازمة بحسب الحالة، كما تتولى الإجراءات الأولية وإسعاف المصابين في الحوادث المرورية إضافة إلى تأمين موقع الحادثة، ويتولى المرور استكمال إجراءات التحقيق لإنهاء إجراءات الحوادث. هل يتعارض عمل أمن الطرق مع عمل أي من الأجهزة الأخرى، مثل المرور أو الشرطة أو الهلال الأحمر، وكيف؟ - أمن الطرق والأجهزة الأمنية سواء الشرطة أو المرور أو الأجهزة الخدمية الأخرى كالهلال الأحمر، تسعى لتقديم الخدمات المثلى لمستخدمي شبكة الطرق وبعض أعمال تلك الأجهزة متمم للبعض الآخر، فمثلاً على رغم تجهيز دوريات أمن الطرق بأجهزة القص والفصل والإطفاء في الحوادث، يستعان بالدفاع المدني للمساعدة في عمليات الإنقاذ أو الإطفاء التي تستوجب تدخلها. في بداية تأسيس أمن الطرق لم تكن البلاد تعاني من الإرهاب، وكان عملكم مقتصراً على أمن الطرق، ما الذي تغير في طبيعة عملكم مع العمليات الإرهابية... وكيف؟ - استطاعت القوات الخاصة لأمن الطرق، خلال الفترة الماضية، المشاركة في مكافحة عدد من العمليات الإرهابية في مختلف مناطق السعودية، بحكم انتشار الدوريات على الطرق الخارجية، وهذا ما يساعد على سرعة غلق مداخل ومخارج المدن وإحكام السيطرة الأمنية على السيارات والأشخاص المشتبه بهم وتفتيشهم، وامتداد هذا إلى المشاركة الفعلية في تعقب الإرهابيين والقضاء عليهم، كما أن عمل أمن الطرق قبل العمليات الإرهابية أو بعدها لم يتغير فالأمن كل لا يتجزأ. يلاحظ كثير من المسافرين على الطرق السريعة أن دورياتكم عادة ما تكون آخر من يحضر إلى مكان الحادث، وأن خدماتكم مقتصرة على الإرشاد عكس ما هو معروف عن أمن الطرق في أماكن أخرى، فهل من خطة تطويرية لعملكم؟ - بالنسبة لوصول الدوريات إلى موقع الحادث فإن معظم الطرق السريعة مغطاة بعلامات كيلو مترية، بمعدل علامة عند كل 2 كيلو متر على الطرق السعودية، وأحياناً يكون صاحب البلاغ غير عارف بموقعه على الطريق بشكل دقيق، وفي حال عدم تلقي البلاغ، فالدوريات المكلفة بمسح الطريق تشاهد خلال فترة معينة موقع الحالة وتباشرها. أما على مستوى التنفيذ أو الممارسة اليومية فهناك نماذج وبيانات لكل مهمة من المهام، تستخدم للحد من الأخطاء التي يمكن وقوعها، ويمكن لقطاع أمن الطرق توحيد أسلوب الرصد التوثيقي للقضايا والحالات بأسلوب عملي، يساعد في إجراء الدراسات والإحصاءات اللازمة، ومراجعة طريقة العمل وبالتالي استمرار التطوير والارتقاء لضمان الأداء اللازم على الوجه المطلوب. ... ورجال أمن الطرق يتدربون على كشف المخدرات والمهربات أكد قائد قوات أمن الطرق اللواء سعد المغربي، أن التدريب عنصر أساسي لنجاح الجهاز في تحقيق أهدافه، وتوجد صفات ومواصفات معينة جسمية ونفسية وعقلية للراغبين في العمل في مجال أمن الطرق، لافتاً إلى أن التدريب عامل تغيير إيجابي في قدرات المتدرب ومعلوماته وسلوكه، بما يناسب مهام ومسؤولياته الوظيفية التي سيمارسها بعد التحاقه الفعلي في العمل الميداني، والذي يتطلب معارف عدة، واكتساب مهارات عالية. وأوضح أن التدريب لا يقتصر على العاملين الميدانيين، إذ يشمل أيضاً الإداريين والمشرفين والمديرين والقادة على مختلف مستوياتهم الإدارية ومسمياتهم الوظيفية، ونتائج تلك النظرة التدريبية الشاملة في عملية التدريب التي كان واضحاً في تحقيقها للأهداف بفعالية، وأثمرت النتائج الموجودة نتيجة صياغة البرامج التدريبية وفق منهجية علمية واضحة تلبي احتياجات الجهاز. وأضاف أن منسوبي القوات الخاصة لأمن الطرق يتلقون الدورات العلمية والعملية في مختلف النواحي في الجهات الأمنية والحكومية، ومنها جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، ومعهد الإدارة العامة، وجمعية الهلال الأحمر، والدفاع المدني، وكلية الملك فهد الأمنية، ومعاهد تدريب حرس الحدود، ومدن تدريب الأمن العام وكلية المعلمين. وأكد أن رجال أمن الطرق يستخدمون أجهزة ووسائل تقنية في الكشف عن الممنوعات التي توجد داخل المركبات أثناء عبورها نقاط التفتيش، لأن مهام قوات أمن الطرق هي: مكافحة المخدرات والقبض على المروجين أو الناقلين أو المتعاطين. وأشار إلى أن ضباط أمن الطرق يلتحقون دائماً بدورات عن طرق مكافحة المخدرات والأساليب الإجرامية المتبعة في تهريبها.