إن مفهوم الإرشاد الطلابي هو عملية إنسانية تتضمن مجموعة من الخدمات التي تقدم إلى الطلاب لمساعدتهم على فهم أنفسهم، ودور المرشد الطلابي في المدرسة هو مساعدة الطالب على فهم ذاته ومعرفة قدراته، ليصل إلى تحقيق التوافق النفسي والتربوي والاجتماعي والمهني لبناء شخصية سوية. طالعت موضوع "أهمية الإرشاد المهني للطلاب" للأخ حسين الثقفي، وأحب أن أحدد ردي في نقاط عدة كالآتي: ذكر الأخ حسين أن "المتتبع للأمور يجد أن كثيراً من طلاب المدارس لم يجدوا هذا النوع من الإرشاد"، وذكر هنا نوعاً واحداً من الإرشاد وهو الإرشاد المهني، فبالله عليك كيف تريدهم أن يجدوا هذا النوع من الإرشاد والإرشاد الطلابي العام لا يوجد إلا بشكل بسيط إن لم يكن مغيباً؟ وتسألني ما السبب؟ وسأجيبك بعد ذكر نقاط عدة. النقطة الثانية، ذكر أن القصور يعود إلى أن المرشدين الطلابيين ليسوا من المتخصصين، وهذا ليس الجواب الحقيقي. النقطة الثالثة كانت عن اختلاف المفاهيم... وأقول ليت مفهوم الإرشاد ينجح في المدارس لكي نستطيع أن نعمم الإرشاد في كل مكان، سواء في المستشفيات أو المراكز التعليمية أو دور الرعاية، والسبب في غياب الإرشاد الطلابي أو قصوره يعود إلى سببين مهمين: الأول، أن وزارة التربية والتعليم لم تعط الإرشاد الطلابي حقه كاملاً، ولا حياة لمن تنادي. وتخيل أن الإرشاد الطلابي في دول مجاورة لنا له الاهتمام الكبير، ففي كل مدرسة تجد مرشداً طلابياً واختصاصياً نفسانياً واختصاصياً اجتماعياً، وتخيل كيف تكون الصحة النفسية في هذه المدرسة بوجود هذا الثلاثي، ولكنني أقول للوزارة لا نريد هذا الثلاثي بل نريد الاهتمام بالإرشاد الطلابي فقط.. ومن المضحك أن الوزارة تضع مرشدين في تخصصات بعيدة كل البعد من تخصص الإرشاد النفسي والتربوي فهذا مرشد طلابي تخصصه فنية أو بدنية أو دراسات إسلامية، والمحزن جداً أنك تجد منهم من يحمل دبلوماً في التوجيه والإرشاد، إضافة إلى تخصصاتهم النفسية والتربوية، وأنا واحد منهم، لم تعطهم الوزارة أي اهتمام. وأنا هنا لست أطالب بوظيفة فقد طفح الكيل وسئمنا، ولكنني أطالب بشيء واقعي ومنطقي بحكم تخصصنا والدبلوم الذي نحمله ولا يحمله كثير من المرشدين في المملكة. أما السبب الآخر فيعود إلى قصور الوعي بدور المرشد، ابتداءً من الطاقم التعليمي مروراً بأولياء أمور الطلاب، ناهيك عن بعض المرشدين الذين لا يفهمون أدوارهم بالشكل الصحيح بحكم بعد تخصصاتهم من الإرشاد الطلابي. كل هذه الأسباب هي التي جعلتك أخي حسين أنت وكثير من الناس تتكلمون عن واقع الإرشاد في المدارس، والذي هو بحق واقع مؤلم لا يحس به إلا المرشد الطلابي. صالح العتيبي - مدارس دار السلام مرشد طلابي