نظمت إدارة الخدمات الاجتماعية في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في الرياض أمس، ندوة تحت عنوان"التحرش الجنسي ضد الأطفال... الأسباب والوقاية"، تضمنت خمس محاضرات تناولت الموضوع. وفي إحدى هذه المحاضرات وصفت مشرفة الخدمات الاجتماعية في مستشفى الملك فيصل التخصصي لمياء النونو، التحرش الجنسي ضد الأطفال بأنه ظاهرة مسكوت عنها. وقالت:"هو جريمة لا يتجرأ أحد على الحديث عنها"، مشيرة إلى أن"موضوع التحرش يجعل الأسرة تشعر بالعار إذا حدث مع أحد أبنائها". وأكدت أن أثر التحرش الجنسي يبقى مع الطفل مدى الحياة. وذكرت أن هناك امرأة شاركت في الحوار الوطني الثالث في المدينةالمنورة، أكدت أن ابنتها توفيت في المستشفى وعمرها سنتان بعد اغتصاب أبيها لها. وأشارت إلى أن تثقيف الأسرة أمر مهم، لأن الطفل لابد من أن يتعلم كيفية التعامل مع الناس، فهو حينما يخرج ويشاهد الناس لا يميز إن كان هذا الشخص سيئاً أو طيباً، لأنه لا يستطيع الحكم على الآخرين. وقالت:"الطفل الذي فقد الحنان يحاول دائماً الحصول على الاهتمام، والطفل الذي يشعر بأنه منبوذ من أهله غير المهتمين به، يسهل استدراجه عبر خطوات تدريجية، والتحرش الجنسي ليس بالضرب فقط، ولكن عن طريق لمسات وحركات معينة، وسماع كلمات جنسية جارحة، يرغم الطفل على إعادتها". ونصحت بضرورة العمل على معالجة الطفل الذي تعرض لتحرش جنسي. وقدم الاستشاري النفسي مدير الخدمات النفسية في مجمع الأمل الطبي الدكتور علي الزهراني، دراسة ميدانية حول الاضطرابات النفسية الناتجة من الإساءة الجنسية، ولاحظ أن من مؤشرات الاعتداء الجنسي على الأطفال الغياب المتكرر عن المدرسة، والغياب عن المنزل، والعزلة العائلية، وجروحاً وكدمات، وآثار عض، وبقايا دماء. وأشار إلى أن المؤشرات السلوكية تتضح على الطفل في شكل أكبر، وهي تغير مفاجئ في سلوكه، واضطرابات في الأكل والنوم، واهتزاز في علاقاته، والإفراط في الخوف، ورفض مشاهدة نوعية معينة من الناس، وا، وتكرار كلمات بذيئة، ويعبر عن مشكلته من خلال الرسم أو الشعر أو الكتابة النثرية، وتزيد شكواه من الصداع والمغص. وتحدّث عضو هيئة التدريس في كلية الملك فهد الأمنية الدكتور تركي العطيان، عن الرؤية النفسية المساعدة في تأهيل وعلاج الأطفال الذين تعرضوا للتحرش الجنسي، وقدم طرق الوقاية، وبعض الحلول، والعلاج، وبعض الحقائق، وأمثلة من الواقع، والمدارس المختلفة للعلاج، إضافة إلى بعض أساليب التأهيل. وقال:"لكل حالة أسلوب علاجي خاص بها، ولا توجد طريقة واحدة، أو سحرية، لإعادة الحال لما كانت عليه بسرعة، لذلك لابد من التعامل مع المشكلة لتقليل آثارها، ولابد من الدعم الاجتماعي لثقافة الأسرة، وحب العائلة للضحية". ...وأساليبه تبدأ بالترغيب ... وتنتهي بالعنف شددت المشرفة في إدارة الحماية الاجتماعية في مكتب الإشراف النسائي موضي الزهراني على أهمية التدرج في التعامل مع حالات التحرش الجنسي لحماية الطفل من التعرض لرد فعل سلبية. وقالت:"هدفنا حماية الطفل، وهناك وحدات نفيسة تتابع حالات التحرش الجنسي من طريق الهاتف المجاني 8001245005، وهي تعامل بسرية تامة". وذكرت أن هناك أماً تحدثت عن تعرض طفلتها 10 أعوام وطفلها 11 عاماً لاعتداء جنسي من جانب والدهما البالغ من العمر 40 عاماً، والذي استمر ثلاث سنوات. وأوضحت أن آليات العلاج كشفت أن هذا الأب تعرض للتحرش الجنسي في طفولته. وكانت الدكتورة لمياء النونو عرفت في محاضرتها تحرش البالغ بالطفل بأنه يهدف إلى إرضاء رغباته الجنسية مستخدماً أساليب للسيطرة مثل: كشف الأعضاء التناسلية، أو إزالة الملابس عنه، أو ملامسته، أو ملاطفته جسدياً، أو هتك عرضه. وأضافت أن المعتدي دائماً ما يتعامل مع الطفل الضحية بإحدى طريقتين، الأولى: الإغراء، والترغيب باستخدام الرشوة، والملاطفة، وتقديم الهدايا، والثانية: تعتمد على العنف.