قلل الخبير المختص في الشؤون الجيولوجية الدكتور عبدالله العمري، من الجدل المثار حول تأثير الواحات المائية المكتشفة في الربع الخالي في مخزون المياه الجوفية في المملكة. وأضح الدكتور العمري ل"الحياة"، أنه في البداية يجب إجراء دراسة معمقة لتحديد عمق هذه المياه فإذا كانت هذه المياه سطحية يبلغ عمقها بين 100 و 300 متر فلن تؤثر في مخزون المياه، أما إذا كان عمقها يتجاوز 700 إلى 800 متر فهنا من الممكن أن تحدث لها تأثيرات في مخزون المياه الجوفية، إضافة إلى حدوث بعض المشكلات البيئية متمثلة في حدوث انهيارات أرضية للمنطقة المحيطة. وأشار إلى أن منطقة الربع الخالي هي منطقة غير مأهولة بالسكان، كما أن الوصول إليها صعب، ومن ثم فإنه حتى ولو حدثت انهيارات في جوف الأرض فلن تؤثر في أحد لحدوثها في منطقة بعيدة. ولفت إلى أن الواحات المائية والمياه الجوفية تنقسم إلى نوعين، الأول يتمثل في مياه متجددة مثل التي تأتي من طريق الأمطار وهي ذات عمق سطحي على الأرض، والثانية هي المياه غير المتجددة التي يمكن أن نطلق عليها خزانات المياه الجوفية ويكون عمقها كبيراً. وكان جدل أثير أخيراً حول خطورة اكتشاف بحيرة كبيرة من المياه العذبة تبعد مسافة 50 كيلومتراً شمال شرق منطقة الحصان الواقعة على الأطراف الشرقية للسعودية، على مخزون المياه الجوفية. وطالب بعض الاختصاصيين بسرعة ردم وإغلاق هذه الواحات حفاظاً على مخزون المياه. واكتشف البحيرة فريق من العلماء في الرحلة العلمية الاستكشافية لصحراء الربع الخالي التي نظمتها هيئة المساحة الجيولوجية السعودية في الفترة من 26 شباط فبراير الماضي إلى 10 آزار مارس الجاري. وقال مساعد رئيس هيئة المساحة الجيولوجية الدكتور ماهر إدريس، إن هذه البحيرة المكتشفة تقع ضمن مناطق سبخية تعرف بسبخة مطي، وتتكون من ثلاثة ينابيع حارة متوازية باتجاه شمال جنوب، والمياه الخارجة من هذه الينابيع على شكل متعرج باتجاه الشرق بطول 200 كيلومتر وبارتفاع عن سطح الأرض 15 سم، وعرضها يتراوح بين 75 و 100سم. كما تم رصد بعض الأعشاب والنباتات والطيور بالقرب من المجاري المائية لهذه الينابيع، وهي ماء حلو تم قياس ملوحته بواسطة المعمل المتنقل للهيئة، إذ بلغت درجة الملوحة 4000 جزء من المليون ونسبة الكبريت فيها غير عالية ودرجة حرارتها تقريباً 30 درجة مئوية يعتقد أنها قادمة من أعماق الأرض.