أنقذت العناية الإلهية شقيقين سعوديبن من الموت غرقاً في مياه البحر الأحمر بعد أن وجدا نفسيهما بين الأمواج العاتية والحيتان المفترسة بعد أن سقطا من عبارة السلام 98 التي تعرضت للغرق الخميس الماضي وكان على متنها أكثر من 1400 شخص. الشقيق الأصغر فهد وصل مساء أمس الأول إلى مستشفى الملك عبدالعزيز التخصصي في الطائف وهو في حال بائسة وخضع في المستشفى للكشوف الطبية اللازمة للتأكد من أوضاعه الصحية. الربيعي ظل في البحر متشبثاً بقطعة خشبية لأكثر من 24 ساعة حتى تم إنقاذه إضافة إلى عدد آخر معه بواسطة الطيران العمودي السعودي ونقله إلى مستشفى الوجه وبعدها نقل إلى مستشفى الملك عبدالعزيز التخصصي في محافظة الطائف ليكون قريباً من أهله، وما زالت صحته في تحسن مستمر ومن المتوقع أن يغادر المستشفى خلال اليومين المقبلين. يحكي الربيعي قصته مع البحر وهو بالكاد ينطق الحروف من الإعياء الذي لحق به في هذه التجربة المثيرة:"كنت وشقيقي فهد نجلس في الجناح الخاص بنا ولم نعلم عن أي شيء إلا بعد أن سمعنا صراخ ركاب السفينة الآخرين، خرجنا لنرى ماذا حدث وكانت آخر اللحظات التي رأيت فيها شقيقي"، ويضيف"افترقنا بعدها وأصبح كل واحد منا يصارع الموت وحده ويبحث عن وسيلة للنجاة". ويواصل الحديث:"تقاذفتني الأمواج قبل أن أتشبث بقطعة برميل، وكنت أنطق بالشهادتين طوال وجودي في الماء لأن الموت كان أقرب من الحياة". ويعمل سعد الربيعي في شرطة محافظة الطائف وهو متزوج ولديه خمسة أبناء، وعمت الفرحة عائلة الربيعي في محافظة الطائف بعودة سعد وفهد ابني مسعود الربيعي ونجاتهما من الغرق في حادثة عبارة السلام 98 المتجهة من ميناء ضبا إلى ميناء سفاجا في مصر. يذكر أن نحو 14 شخصاً من أبناء الطائف كانوا على متن العبارة الغارقة، وصل منهم سبعة أشخاص بينهم الشقيقان الربيعي ولا يزال البقية في عداد المفقودين. ووجه محافظ الطائف فهد بن معمر المستشفيات والقطاعات الصحية بتقديم العناية الطبية الفائقة للناجين.