لم تقطع الفحوصات المبدئية التي أجراها المدير العام التنفيذي للشؤون الصحية في الحرس الوطني الدكتور عبدالله الربيعة، على التوأمي السيامي العراقي الذي وصل إلى الرياض عصر أمس الشك باليقين بالنسبة لتحديد جنسهما. وكان الأطباء الذين عاينوا التوأم في العراق، رجحوا أن يكونا أنثيين، وعلى رغم تأييد الربيعة لذلك، إلا أن استعماله لعبارة"احتمال كبير"لم تلغ إمكان أن يكونا ذكرين على رغم ضعف هذا الاحتمال. وعلى رغم وصفه لحال التوأم بالصعبة، إلا أنه أكد إمكان إجراء عملية الفصل بعد استكمال الفحوصات الدقيقة اللازمة، وإنهاء الخطوات التي تسبق الجراحة، ومن بينها برنامج غذائي مكثف لرفع وزن التوأم الذي يبلغ 3.4 كيلو غرام، بينما يتطلب إجراء عمليات الفصل وزناً لا يقل عن 8 كليو غرامات. وقال الربيعة عن فحصه الأولي للتوأم:"تنتظرنا فحوصات كبيرة للتأكد من الاشتراكات الداخلية، إلا أنه اتضح من خلال الفحص الأولي، اشتراك في منطقة أسفل الصدر، واشتراك في البطن والحوض، وبالنسبة للأطراف العلوية فهي مستقلة، ويبدو أنها جيدة، وأعتقد أن القلب منفصل، ولكل طفل طرف سفلي واحد، ويوجد طرف ثالث مشوه ومشترك، وتوجد فتحة شرج واحدة، وفتحة تناسلية أنثوية واحدة، وأعتقد أن هناك اشتراكاً في الأمعاء أيضاً". وتوقع الربيعة أن يتم فصلهما بعد نحو ثلاثة أشهر، وهي المدة التي يتوقع أن يتم خلالها الانتهاء من الفحوصات والبرامج اللازمة، وتكوين الفريق الطبي الذي سيشارك في الجراحة. ونفى الربيعة أن يشارك الطبيب العراقي الذي رافق التوأم إلى الرياض في الجراحة، وقال:"إن الطبيب المرافق لهما اختصاصي أطفال، وليس جراحاً، ما يجعل مشاركته في العملية أمراً مستبعداً، إلا أننا سنسمح له بالاطلاع على سير الفحوصات، ولن نمنعه من التواجد في غرفة العمليات إن أراد ذلك". ومن ناحية أخرى، أشار الربيعة إلى استقرار حال التوأم السيامي المغربي"حفصة وإلهام"، واستمرار تقدمهما في البرنامج الغذائي الذي يخضعان له، مشيراً إلى احتمال فصلهما بعد نحو 3 أسابيع. ومن جانبهما، أشاد والدا التوأم العراقي اللذان رافقا طفليهما بصحبة ابنهما الأكبر، والبالغ من العمر عاماً ونصف العام، بالجهود التي بذلت منذ صدور توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بفصل التوأمين، ومتابعة ولي عهده الأمير سلطان بن عبدالعزيز. وقال والدهما حيدر سالم"25 عاماً، ووالدتهما ماجدة راشد"20 عاماً:"أذهلتنا سرعة استجابة خادم الحرمين الشريفين، وإنهاء إجراءات قدومنا إلى الرياض، وإرسال طائرة الإخلاء الطبي إلى العراق في زمن قياسي". وبدوره وصف القائم بالأعمال في السفارة العراقية تبني خادم الحرمين للجراحة المرتقبة بأنها"مبادرة كريمة".