بعد نحو عشر سنوات من تعاطي حقن"الأنسولين"، قررت زينب محمد 55 عاماً التوقف أمس عن أخذها"مساهمة في مقاطعة من أساؤوا إلى النبي محمد". وستضطر زينب إلى دفع ضريبة باهظة مقابل قرارها، الذي قد يتسبب لها في عودة نوبات السكر، والذي تعاني منه منذ زمن، ولم تستطع التحكم في مستواه إلا بعد المداومة يومياً على تناول الحقن. وتقول:"أخبرني ابني أنها صناعة دنماركية، فقررت التوقف عنها". وتواجه زينب ونحو 15 في المئة من سكان السعودية من المصابين بالسكر معضلة البحث عن بديل لحقن"الأنسولين"في حال قرروا الانضمام إلى مقاطعي المنتجات الدنماركية، وبخاصة أنها الدولة الوحيدة التي تنتجها. وعلى رغم ذلك ترى زينب"ان الأمر يستحق"، رافضة الاستجابة لنصيحة طبيبها. ويتناغم قرار زينب مع موجة واسعة انطلقت في أنحاء السعودية منذ نحو أسبوع، لمقاطعة المنتجات الدنماركية، وعلى رغم التجاوب الكبير مع دعوة المقاطعة إلا ان أصواتاً أخرى ظهرت في محافظة القطيف دعت إلى"اتخاذ وسائل أكثر جدوى من المقاطعة التجارية، لثني الجريدة عن موقفها". ولم تقتصر المقاطعة على الكبار، إذ منع أحمد ثمانية أعوام صديقه هشام من شراء عصير في احد مراكز بيع الأغذية في محافظة الأحساء، والسبب كما أوضح أحمد أن"العصير منتج دنماركي"، ولم يكتف بذلك بل شرح لصديقه أن"صحيفة دنماركية قامت بنشر رسوم كاريكاتيرية تصور الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في طريقة ساخرة ومسيئة". ولم يجد الطفل هشام إلا أن ينضم إلى جمهور المقاطعين للبضائع الدنماركية وإعادة العصير إلى موضعه، ولم يكتف الطفلان بذلك وإنما حاولا إقناع العامل في المحل بأن يتخلص من المنتجات الدنماركية، واقترحا عليه أن"يقوم بتوزيع كل المنتجات مجاناً على الناس، وعدم عرض الجديد منها مرة أخرى، أو سيقاطعون المحل، إن لم يفعل". وقاما إثر خروجهما من المحل بحملة إعلامية وسط أصحابهما، مطالبين إياهم بأن يكفوا عن شراء المنتجات الدنماركية من حلويات وعصائر وغيرها، وشراء بديل لها، ولم يوضحا نوع البديل، وطنياً كان أو مستورداً، ولكن المهم عندهما أن"نقاطع البضائع الدنماركية"، وفرضا حصاراً على كل من لا يتقيد بهذه التعليمات من أصدقائهما.